جمال الصعفضي
جهة بني ملال خنيفرة خزان المغرب من الحبوب مهددة بالمجاعة جراء استمرار غلاء المحروقات
استمرت اسعار المحروقات خلال هذا الاسبوع في زياداتها المطردة حيث قاربت الستة عشر درهما.وعزى كثير من الخبراء والمحللين هذا الارتفاع المتزايد الى تأزم الوضع في جبهة الحرب الاوكرانية الروسية.لكن العديد من متتبعي سوق النفط يؤكدون استمرار انخفاض ثمن البرميل الخام دون التسعين دولارا،وهذا مابات يطرح اكثر من علامات استفهام.ان اضطراب الوضع العالمي واستمرار القرارات المتضاربة في شأن خفض انتاج النفط لدى دول الاوبيك ورفض دول اخرى هذا القرار كالسعودية يؤكد ان هناك تلاعبا كبيرا في سوق الذهب الاسود والعملات .حيث استمرار غلاء الطاقة اصبح يهدد اكثر من ثلثي سكان العالم خاصة الدول ذات السوق المفتوح او تلك التي اختارت تعويم عملاتها المحلية وكانت النتيجة انها لم تستطع مقاومة ارتفاع الدولار. فازدادت نسب التضخم لديها .وفي نفس السياق وجب نهج سياسة حمائية تحمي الاسواق الداخلية للدول النامية خاصة الدول التي يعتمد اقتصادها على الانتاج الفلاحي المعاشي.فالمغرب عموما وجهة بني ملال خنيفرة خصوصا،شكل الارتفاع الاخير في الكازوال عقبة حقيقية اما انطلاق الموسم الفلاحي .فامام نفاذ المخزون الاستراتيجي من الحبوب ونذرتها وبالتالي غلاؤها بشكل ملفت وما صاحبه من لهيب في اسعار الاسمدة العضوية من جهة وانقطاع الامطار من جهة اخرى جعل موسم الحرث لهذه السنة يبدو مستحيلا في جهة تساهم بقسط كبير في انتاج الحبوب والقطاني وتامين الدقيق والخبز.وفي استطلاع للرأي صرح احد المزارعين ان تكلفة الهكتار الواحد في الاراضي البورية سيبلغ هاته السنة أربعة آلاف درهم وضعفه بالنسبة للمسقي مما سيجعل الغالبية العظمى تتراجح عن حرث وزرع اراضيها .والسؤال المطروح هل حكومتنا واعية بما يعيشه الفلاحون من اكراهات؟ وهل الوزارة المعنية برمجة مخزونا من البذور يكفي وبثمن مناسب؟وهل هي مستشعرة لخطر العزوف الذي سببه غلاء المازوط وعلاقته بالامن الغذائي الوطني؟ولماذا يستمر مشكل مصفاة لاسامير التي تعتبر الحل الاوحد لتفادي هاته التقلبات الطاقية؟واين مجلس المنافسة وجمعيات حماية المستهلك من كل هذا؟ اسئلة كثيرة باتت تقلق المواطنين في استمرار هذا الصمت المطبق من لدن الجهات المعنية وانعدام الرؤية الاستراتيجية الواضحة لهذا القطاع .