جمال الصعفضي
لثنين فتوادل حتى واحد مابقى قاد ياكل!!!!!!هذا ما تداولته السنة المواطنين بالسوق هذا الصباح حيث استيقظت الساكنة التادلاوية البسيطة على ذوي انفجارات الاسعار الصاروخية للخضر والفواكه وجميع المستلزمات الغذائية وسلع التموين.يمكن تسمية اليوم بتادلة بسوق القفف الفارغة،وعبر احد المواطنين عن استيائه بوصف الاثمنة بالحرارة ديال شهر غشت شهر الشمس الحارقة بتادلة.الكل ممتعض مما جرى اليوم موظفين ،فلاحين،اصحاب المهن الحرة اما الطبقات المقهورة من مياومين وعمال مؤقتين فالامر صار عندهم اشبه بحرب تدور رحاها فوق رؤوسهم وهم لا يقدرون على شئ.ان هذا الغلاء المفرط الذي خيم بظلاله على المواد الاستهلاكية يعتبر بمثابة اخر مسمار يدق في النعش، خاصة بعد توالي الارتفاعات في مجال الطاقة والمستلزمات المدرسية والالبسة والماء والكهرباء …..وهنا يطرح السؤال كيف يعقل لمنطقة خطط لها قديما ان تكون سلة غذاء لاوربا في مواجهة النازية ودول المحور .ان تصبح اليوم غير قادرة على تغذية ساكنة تعد ببضعة الاف..؟كيف صرنا لا نتحكم في سيادتنا الغذائية ولا نحقق اكتفاءنا الذاتي من التموين؟
كيف استطاع اجدادنا واسلفنا تغطية استهلاكاتهم وتصدير فائضها وبامكانيات جد بسيطة وفي غياب مانتوفر عليه اليوم من وسائل الانتاج والعمل وسهولة العيش؟فعلا لم نعد ندري اهي ازمة غذاء ام ازمة انسان او فكر؟ لازال الفلاح نفسه لم يهجر موطنه والارض في موضعها ولم تبرح مكانها ،والامكانات والمعينات والوسائل متوفرة ،فكيف نعيش هاته الازمة ؟ لماذا وصلنا الى هذا الحد من الخنوع والذل ليتحكموا في رقابنا ونساق الى اسواق النخاسة بارادتنا ووعينا.فتبا لنا ولعقلياتنا !مادمنا نسمح ان تداس كرامتنا وتنتهك حرماتنا باستهلاكنا للتفاهة والسفالة واستحلالنا لاعراضنا وتهديمنا لسواعدنا وقيمنا وموروثنا .