جمال الصعفضي
عرف سوق اللحم الاحمر اضطرابا خلال الاشهر الاخيرة،جراء غلاء الاعلاف واستمرار آثار الجفاف للسنة الثالثة على التوالى ،حيث تسبب ذلك في نقص القطعان وعدد رؤوس المواشي والابقار.
ويبقى الارتفاع الكبير في المحروقات ومواد الطاقة والسبب المباشر وراء غلاء اللحوم وارتفاع تكاليف النقل والتخزين حيث ادى ذلك الى انخفاظ الانتاج الحيواني بشكل كبير حتى اصبح لا يفي بالطلب.بينما الوضع متأزم وتموين الاسواق بالكميات الكافية من اللحوم صار صعبا وكلفا ،تصدر الحكومة قراراتها باستثناءات في الذبح ،معللة ذلك بالحفاظ على القطيع الوطني.وهنا نتساءل متى كانت الحكومة محافظة على قطعانها المحلية ومساهمة في زيادتها وهي التي كانت تفتح الباب على مصراعيه في وجه استيراد اللحوم المجمدة والابقار الحلوب وابقار المونوبيليير ذات الاوزان الضخمة وتركتم مربي المواشي والابقار امام المنافسة الشرسة للشركات العالمية الكبرى.هل هذه الحكومة واعية بقراراتها هل تعرف جيدا انواع الابقار ام ان البقر تشابه عليها .في حديث للجريدة مع بعض ممتهني تربية وتسمين العجول اوضحوا فيه ان البقرة الحلوب الولود على خلاف ابقار التسمين واللحوم والتي توجه خصوصا للذبح وتعد لغرض الاقتناء من طرف الجزارين.وقرار مثل هذا غير مسؤول تسبب في اضطراب رحبة المال وارتفعت اسعار الذبائح بشكل لن يطيقه المستهلك.هذه الازمة اعادت للادهان معاناة المواطن البسيط المصري في ثمانينيات القرن الماضي جراء ارتفاع اسعار اللحوم ونذرتها في الاسواق.