جمال الصعفضي
كشف المستور: لماذا استفحل بلاء الغلاء مباشرة بعد الوباء.
عرفت الاونة الاخيرة ارتفاعا صاروخيا في المواد الاستهلاكية اليومية،خاصة الخضر واللحوم الحمراء والبيضاء.الشئ الذي خلف موجة من الاستياء والتذمر في صفوف المواطنين البسطاء والذين اعتبروا هذه الكارثة تتويجا لمسلسل الغلاء المتزايد والمتوالي في شتى المواد طيلة السنة الاخيرة.ان التقلبات التي عرفتها البلاد جراء تقلبات السوق العالمية مابعد كورونا وحرب اوكرانيا يظهر جليا ان السياسات الحكومية المتوالية كانت حبرا على ورق.والغريب فيما يجري هو صمت المسؤولين والوزراء والاحزاب و..و على اعتبارانهم كانوا ولا يزالون يؤتثون المشهد السياسي والتشريعي والتنفيذي لعقود من الزمن.انه من العيب والعار ان يعجز مغرب السهول الخصبة والهضاب الفوسفاطية والمجاري المائية و الاعتدالات المناخية المتوسطية عن انتاج خبزه وقفته.اذا كان احتياطي الفوسفاط المغربي ضمانة لتحقيق الامن الغذائي العالمي فلماذا جاوزت الاسمدة 1000درهم للقنطار.الفلاح بات محاصرا بين ارتفاع البذور والاسمدة والادوية ومستلزمات السقي وغلاء المواد الطاقية.وهنا يطرح الاستفهام الكبير ،لماذا استمرت ابواب لاسامير موصدة طيلة هاته السنوات رغم انها كانت ستحدث فرقا كبيرا في اثمنة المحروقات؟لصالح من يتم الاجهاز على كل منتوج وطني خالص .مخططات الشؤم اتت على الاخضر واليابس.بدءا من الصبار والقرمزية ومرورا بالحبوب والمزروعات ثم اشجار الليمون والزيتون الذي اضطر الملاك الى التخلي عن مغروساتهم.الفلاح الوطني تعرض لسنوات من الاستنزاف جعلت منتوجاته عرضة لانهيار السوق وتبخيس الاثمان الشئ الذي راكم الديون على اصحاب ضيعات الدلاح والبصل والبرتقال…ليصطدموا مؤخرا بنفاذ البذور وغلائها وارتفاع تكاليف الطاقة .وما زاد الطين بلة هو التعاقدات الطويلة الموقعة مع الاوروبيين والافارقة والموجبة لتصدير المواد الاساسية والخضر باثمنة ارخص بكثير من ثمنها داخليا.اين الحكومة مما يتعرض له السوق الوطني والاقتصاد الداخلي من الهدم؟لماذا لا يتم تشجيع المنتوج الوطني وتحفيز الانتاج؟لماذا يتم احباط كل الكفاءات الوطنية والادمغة والاطر العليا والتي لها الكفاءة في تحقيق الامن الغذائي والطاقي؟لماذا لا تعطى الكلمة للطاقات ةلقادرة على التفكير و العمل والانتاج .هناك الالاف من الشباب حاملي الشهادات والدبلومات ويد عاملة غفيرة قادرة على تحقيق الاقلاع الاقتصادي والصناعي والزراعي للبلد متى اعطيت لهم الفرصة والحرية بعيدا عن التحكم والعرقلة والمضايقات.ان فكرة جعل المغرب بلد استهلاكي بالدرجة الاولى والاعتماد على الاستيراد واقتصاد السوق دون بناء اقتصاد محلي متين يجعله عرضة المضاربات التجارية وجشع الشركات التجارية العالمية.