جمال الصعفضي
استنزاف مفرط للبيئة وتشويه لمعالم التضاريس الجبلية.
تعرف منطقة القصيبة والدير التادلي تناسل كبير للمقالع الحجرية ،التي تعمل على طحن وتكسير وتفتيت الاحجار للحصول على مواد البناء.وتميزت هاته الظاهرة مؤخرا بالاستغلال المفرط للمقدرات الطبيعية دون الاخذ بعين الاعتبار التأثيرات المضرة لايكولوجيا وجيولوجيا المنطقة، وذلك بسبب عدم احترام دفاتر التحملات المرخصة وعجز وتقاعس الجماعات على تطبيق القانون واستخلاص المستحقات الواجبة.من الناحية الاخرى يعتبر معمل سيماط لانتاج الاسمنت والكلانكير اضخم وحدة صناعية بالمنطقة ويمتد طيف تأثيره الى رقعة جد شاسعة.وقد اثر هذا المشروع بشكل كبير على البيئة وساهم في تدهور وانقراض العديد من الانواع النباتية والحيوانية.والسؤال المطروح هنا هو الى اي حد يساهم سيماط في في ترميم المشهد البيئي والايكواوجي؟وماهي مساهماته الاجتماعية لفائدة الساكنة المحلية المتضررة؟وهل فعلا للجماعات المعنية القوة على الترافع في مواجهة سيماط بفرض شراكات وتعويضات في مقابل التدهور المستمر لمنتجات المنطقة ،من الفلاحة والرعي وكذا التهالك الذي تتعرض له البنيات التحتية جراء الحمولات التي تعبر مدن وقريات الدير التادلي؟
ان الاهمال المتزايد لهاته الاستغلالات المستنزفة يهدد الحياة بصفة عامة حيث لاحظ بعض سكان هاته المناطق جفاف العديد من العيون الجارية، واعزوا ذلك للتشوهات الجيولوجية التي تحدث للطبقات الارضية وظهور مجموعة فوالق جديدة جراء استخدام مواد محضورة من اصناف الديناميت لتفتيت الجبال.