جمال الصعفضي
قصبة تادلة،قصة مدينة منسية.
تناولت عدة منابر اعلامية باقليم بني ملال اخبارا حول اختلالات في التدبير الجماعي للمدينة و حديثا عن فائض افتراضي او عجز تقديري او ماشابه ذلك من المصطلحات المالية والحساباتية .والحقيقة ان الامر اكبر من ان ينحصر على جماعة ترابية لا حول لها ولا قوة امام حالة الكساد والبوار الذي شهدته وتشهده مدينة قصبة تادلة طيلة عقدين من الزمن.ميزانية الجماعة والتي تعتبر الاهزل امام مثيلاتها من مدن وحواضر الاقليم والجهة بالكاد تستطيع تغطية النفقات الاجبارية ونفقات التسيير. سبب افلاس المدينة كما يرجحه المتتبعون المحليون للشأن التادلي راجع لاستنزاف مقدرات المدينة ومداخيلهاطيلة العشرين سنة الاخيرة في الاستثمار المحلي من بنيات تحتية وهيكلية ومساحات خضراء ومرافق القرب والتجهيزات الرياضية
والترفيهية….مع العلم ان جماعة قصبة تادلة لم تستفد بتاتا من دعم مجلس جهة بني ملال خنيفرة ولا المجلس الاقليمي ولا مشاريع الدولة وميزانياتها المخصصة للاستثمار العمومي والمشاريع المهيكلة والتي تروم لمحاربة الفوارق المجالية وضمان الانتشار العادل للمرافق والخدمات.
قصبة تادلة يا سادة كما يقتنع اناسها وسكانها انها مغضوب عليها وانها مغيبة تماما في محيطها المحلي والاقليمي والجهوي.ان التحقيق الصحفي الحقيقي ينبغي ان ينزل للحفرة ويطلع على حال ساكنتها التي تعيش الجمود القاتل والعجز التام امام التكاليف والمصاريف المتزايدة.
لي واقع لتادلة هو مابغاوهاش تزيد لقدام باش تنمي مداخيلها وتنعش اقتصاد ابناءها وتمتص ولو جزء بسيط من البيطالة المخيمة على 90 في المائة من اليد العاملة.
لي واقع لتادلة هو حرمانها من الخريطة الصحية الاقليمية والجهوية لتأهيل مستشفى مولاي اسماعيل ليكون قبلة لطالبي العلاج على مستوى دائرة تادلة الكبرى.
لي واقع لتادلة هو حرمانها من ملحقة جامعية وتكديس الجامعات ببني ملال رغم الاعداد المهولة من الطلبة المتواجدين بتادلة ونواحيها والقصيبة والزاوية والدير والجبل.
لي واقع لتادلة هو اقصاؤها من فروع الادارات العمومية للدولة لكي لا تكون قبلة للمرتفقين البسطاء من سكان قرى ومداشر ومدن المحلة التادلية.
لي واقع هو استمرار غض البصر عن هاته الرقعة الوسطى من الاقليم والجهة وحرمانها طيلة عشرين سنة من برامج ومشاريع ومبادرات مجلس الجهة والاقليم و استثمارات الدولة.
قصبة تادلة يا اخواني مدينة تتعرض للاقصاء والتهميش والحگرة والتأديب الاقتصادي والتنموي رغم موقعها الاستراتيجي ومقوماتها الطبيعية والفلاحية.الى متى يستمر تحقير منطقة تادلة ؟العريقة بتاريخها والاصيلة بثراثها والغنية بحضارتها. هاته القلعة الصامدة و التي قاومت شتى اشكال الغزو عبر الازمان وكسرت الجيوش الفرنسية لاعوام ،آن الاوان للمصالحة معها ورد الاعتبار لها لانها حلقة مهمة في التاريخ الجهوي ووصلة جغرافية ضرورية للربط بين مناطق الاقليم الصغير والكبير لتحقيق الاندماج الكلي للمنطقة.