الأربعاء , فبراير 12 2025

ان البقر تشابه علينا ….

جمال الصعفضي 

بقر علال البرازيلي يجتاح موائد رمضان.

     من المفارقات الغريبة لمابعد كورونا هو الخصاص المهول في اللحوم والمواد الاولية الفلاحية بعدما كان المغرب ومنذ قديم الزمان البلد الغني بثرواته الزراعية والفلاحية ورؤوس المواشي والاسماك.كان المغرب منذ العهد السحيق ،قبلة لسفن وتجار الاغريق والفينيق وشعوب حوض البحر الابيض المتوسط وذلك لامتيازه بالمنتجات الفلاحية الجيدة والمتنوعة.بل واكثر من ذلك وفي عهد الحماية الفرنسية ،كان رهان الحلفاء كبيرا على سهول المغرب لتأمين سلة اوروبا وجيوش الحلفاء في مواجهة الاجتياح النازي.بين ليلة وضحاها اصبح بلدنا الحبيب يشحد الخبز والحليب،ويقف طوابير في انتظار قطع لحم الجواميس البرازيلية المهجنة والغير صالحة للاستهلاك الآدمي،ماعدا ان كانت تصلح لتغذية السباع والضباع بحدائق الحيوانات والسرك.اصبح المغاربة العظام على شفة حفرة من شبح المجاعة المحذق لا لشئ الا للسياسة الفلاحية المنتهجة منذ عقود والرامية الى انهاك واستنزاف المخزونات المائية والطبيعية بالاشتغال على طلبات الغرب من المنتوجات المستنزفة للارض على حساب المنتوجات الغذائيةالاساسية .انه المخطط الذي ظاهره اخضر وباطنه اسود غربيب،فبغض النظر عن الاعانات السخية والتمويلات الخيالية التي استفاد منها ارباب الضيعات الكبرى من صناديق الدولة وميزانية صندوق التماسك القروي والذي لم يعرف مصيره لحد الان،هناك ماهو اخطر الا وهو التلاعب في البذور والحبوب المنتقاة واحتكارها وتعديلها جينيا لتصبح محدودة المردود وغير قابلة للتجديد ،وادماج بلاسميدات الطفيليات بداخلها لترويج مبيعات الادوية والمبيدات.كل هذا المسلسل والفلاح الوطني البسيط الذي كان يؤمن احتياجات الاسواق حنطة وخضرا وفواكه وحبوبا ولحما و…و..يتلقى الضربات القاتلة طيلة العقود الاخيرة وهو في مواجهة مفتوحة امام غلاء الاعلاف ونقص جودتها وغلاء الادوية والمبيدات و المواد الفلاحية المستعملة للري والسقي واستفحال غلاء الاسمدة الكيماوية والتي يعتبر بلدنا الاول في انتاج مادة الفوسفاط ،امن الغذاء العالمي .هذا الفلاح يعتبر العمود الفقري لاقتصاد المغرب حيث غالبة الساكنة النشيطة فلاحية ظل ظهره مكشوفا لتقلبات الاسواق المحلية الشئ الذي اوصله حد الافلاس وعدم قدرته على زراعة ارضه او تربية مواشيه سيما وان مصادر الطاقة التهبت كثيرا بشكل ارتفعت معه تكاليف الانتاج.ان الذي يقف على وضعيتنا الراهنة وعجزنا عن تحقيق اكتفائنا الذاتي وامتلاك سيادتنا الغذائيةوالطاقية ،ليجزم بشكل قاطع ان وراءنا مسؤولون فاسدون تنعدم فيهم روح الوطنية الحقيقية،والانفة المغربية المورية المتأصلة في شعبنا على مر العصور. ربما ابتلينا بزمرة حكام فاشلين، خانعين لم يسبق في التاريخ، ان قام على امر بلاد المغرب مثلهم .ماهذا الصمت المطبق المكر السيئ الذي اصبح عليه جميع المسؤولين من وزراء وبرلمانيين ونقابيين ومعارضين ….؟حتى أئمة المساجد بلعوا السنتهم واصبحوا يرددون خطبا عن الاعياد والحفلات وكيفية تنظيم المنازل وصرف الميزانيات.الكل اصبح مدجنا ومهجنا ، الصحافة الصفراء ،المواقع الالكترونية المدعومةوالموجهة للتكليخ والتسفيه وقنوات الاعلام العمومي ،الممولة من جيوب الجوعى والمقهورين تؤتث المشهد لمسرحية البقرة الحلوب وتروج للتفاهة والابتذال والذل والهوان.برامج هدامة واستحمار واضح لعموم المواطنين وثلويث سراياهم الطاهرة باستخدام آخر نظريات التسليع والتبضيع البشري .
الحقيقة هي انكم لن تستطيعوا ايهامنا ان مغرب السهول والمروج والمليون هكتار مسقي والوديان والانهار والعيون والجنان والواحات والسهوب …..يشحت الغذاء من دول تنعدم فيها الشروط الطبيعية والمناخية و البشرية التي يتوفر عليها بلد المغاربة. الشعب الشبعان تيبقى شبعان اربعين عام ،احنا معاكوم حتى نهاية مخطاطاتكم الشيطانية باذن الله تعالى.وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة في الارض قالو انا لله وانا اليه راجعون. صدق الله العظيم.

About admin

Check Also

تماسيح الاسواق تعيث فسادا في البلاد و جيوب العباد وتلهب اسعار المواد الغذائية.

مدير النشر جمال الصعفضي   عصابات التموين تستغل الشهر الفضيل لاستنزاف جيوب المواطنين.     …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com