الأربعاء , فبراير 12 2025

حل ازمة غذاء المغاربة بيد منطقة تادلة .

جمال الصعفضي

جهة بني ملال خنيفرة قادرة على تحقيق الاكتفاء الغذائي.

        يعيش الاقتصاد الوطني في هذه الاونة اضطرابا كبيرا خاصة على مستوى تأمين الحاجيات الاساسية من المواد الغذائية والاستهلاكية والتحهيزية.كان جواب الحكومة مع الطرح القائل بالازمة العالمية وتقلبات الاسواق العالمية جراء حرب اوكرانيا وآثار الجفاف ،في حين ذهب العديد من المحللين الى سوء التدبير الحكومي للسوق الداخلية،والانفتاح المفرط على الخارج بالتركيز على استيراد نسبة كبيرة من الغذاء والمواد الاستهلاكية الاساسية على حساب فلاحة تصديرية لاتحدث اي اثر على الميزان التجاري للمبادلات .ان التركيز على الفلاحة في اقتصاد البلد امر لا محيص عنه على اعتبار الثرواث المائية والمؤهلات المتنوعة،الطبيعية والمناخية التي يتوفر عليها المغرب.من جهة اخرى السيادة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي والامن الغذائي الوطني،اضحى من اولى الاولويات، في ظل الاظطراب والتقلبات المهددة للسلم الاجتماعي العالمي.

سهل تادلة على وجه الخصوص، يعتبر من اغنى سهول البلاد واكبرهم مساحة وجودة في الاراضي ،والاوفر مياها سواء الجوفية منها او السطحية المتجلية في الانهار الكبرى والوديان والروافد العديدة والعيون النضابة.سهل حوض ام الربيع او كما سماه المعمرون le plateau de tadla,والممتد شمالا من قبائل زيان الخنيفرية الى حدود تقاطع واد العبيد وام الربيع جنوبا،وشرقا من اعالي جبال الاطلس المتوسط حتى هضاب الفوسفاط غربا.هذا السهل الكبير ،عرف استصلاحا مهما في عهد المستعمر ،حيث جربت فيه اولى الاليات الفلاحية المخترعة باوروبا من جرارات ومحاريث حديثة وحصادات متطورة في ذاك الزمان و احدث التقنيات الزراعية المكتشفة: كالسقي بالادرع المحورية(الرشاشات)واستعمال الدورات الزراعية لاراحة الارض وما الى ذلك من تنظيم للمياه الجارية والمتدفقة من عيون الجبال والوديان الجارية وسط السهول.فبدأ التفكير باحداث سد الزيدانية 1و2 لتحويل قناة السقي لاراضي بني عمير وبني موسى واستغلال جريان النهر لتوليد الطاقة الكهربائية باولاد عبد الله.الا ان تفكير الكولونيانيين ذهب ابعد من ذلك بدراسة امكانيةاحداث سدود اخرى شمال قصبة تادلة على نهر ام الربيع وسديين جبليين آخرين بمنطقة تاكزيرت وناوور، من اجل تأمين سلة اوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.الا ان انتهاء الحرب وظهور حركات التحرر الوطنية حالت دون هاته المخططات.ان الاهتمام بجهة بني ملال خنيفرة وتشجيع فلاحيها ومزارعيها ومربي المواشي بها، عن طريق تخفيض ثمن الالياتو…الاليات و السلع والمواد الفلاحية والمبيدات والادوية والاسمدة والبذور والاعلاف …سيمكن الدولة من استعادة توازنها الغذائي وتأمين حاجياتها الاساسية من الحبوب والخضار والزيوت واللحوم والالبان…في ظرف اقل مما اشار به الخبراء والمحللون الاقتصاديون.حوض سهل تادلة الكبير لازال يحتفظ بمقوماته الفلاحية الممتازة وثرواته المائية الهامة ويستطيع تحقيق الفرق نظرا لوفرة الموارد البشرية المؤهلة ايضا واليد العاملة الفلاحية الماهرة من ابناء المنطقة.اضافة الى ذلك تتوفر الجهة على بنية عقارية مشجعة للاستثمار و تتجلى في طبقة الملاكين الصغار والمتوسطين واصحاب الضيعات الكبيرة ،ناهيك عن آلاف الهكتارات من الاراضي السلالية الخاملة ،المترامية الاطراف والصالحة للرعي وتربية المواشي وكذا الزراعة والاستغلال الفلاحي رسالة موجهة الى من يهمه الامر. 

About admin

Check Also

البرامج التلفزية المغربية تفرز حموضتها خلال الشهر الفضيل.

مدير النشر جمال الصعفضي    المستوى الساقط والتافه،هو السمة الطاغية على معظم سلسلات رمضان.   …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com