طارق السعيد
منطقة الدير باقليم بني ملال ،مؤهلات ضخمة وعروض هزيلة.
يطلق اسم الدير عموما باقليم بني ملال على كل القرى وتجمعات القبائل الامازيغية التي استقرت في الجبال المنخفظة الارتفاعات وانفتحت على السهول التادلية.استوطن الدير العديد من المكونات الديمغرافية والقبائل الامازيغية منذ القدم ،وتميزت بعمق علاقاتها مع قبائل الجبال والسفوح والسهول المجاورة ونذكر على سبيل المثال اغرم لعلام، دير القصيبة ،تانوغة،فرياطة،فشتالة..حيث ازداد التعداد السكاني والعمراني بشكل كبير في الاونة الاخيرة لكن مؤشر التنمية ظل بطيئا جدا مقارنة مع اهمية المنطقة.ان المؤهلات التاريخية والطبيعية الضخمة التي تتوفر عليها منطقة الدير لا يختلف فيها اثنان ،حيث تتواجد اخصب السهول واجود الاراضي المسقية ومساحات واسعة من اشجار الزيتون المغربي الاصيل .من جهة اخرى حبى الله المنطقة بجيولوجيا غنية بالمعادن والاحجار النافعة والاتربة المتنوعة والمستعملة في البناء والتشييد.فعلا يتوسط الدير هذا الحزام البهيج الممتد على طرف العين لحوض تادلة وسط طبيعة خلابة وعيون وشلالات منسابة من اعالي جبال الدير الى سهله .معطيات زاخرة قادرة على تشجيع سياحة قروية ممتازة والتعريف بمحمياتها و مواقعها وطنيا.
ان الحديث عن قبائل الدير التادلي عموما يحيل الى فترات زاهية من التاريخ حيث لازالت شواهد واثار على تاريخ المنطقة في الجانب الديني والعلمي والاقتصادي…دون الحديث عن امجاد وبطولات القبائل واستماتتهم في مقاومة الاستعمار الفرنسي لمنطقة تادلة عموما.ان هذه البقعة الطاهرة من تراب الاقليم قدمت تضحيات جسام وارواح ابطال خلدوا تاريخا من ذهب في صفحات المقاومة المغربية الحرة ،لتستحق اكثر مماهي عليه بنياتها التحتية و مرافقها العمومية.
ان التفكير في تنمية الدير يجب ان ينطلق من مقدراتها المادية والغير مادية التي تزخر بها على اساس تصنيفها كمحمية زولوجية وجيولوجية وطنية لان ماتكتنزه من تاريخ سحيق لتواجد الكائنات الجوراسية والحياة البحرية لهو اعظم اكتشاف للمنطقة برمتها . ان انتظارات المستقبل بمنطقة الدير يحتم على المسؤولين والقائمين على الشأن العام ان يسعوا الى ابراز ثرواث وخيرات المنطقة وتثمينها في المجال الفلاحي والزراعي والتسويق لها في المجالات السياحية واستجلاب المشاريع الاستثمارية النافعة والسعي الى تقوية عروض المرافق العمومية من تعليم وصحة و خذمات ….خاصة وان هناك العديد من الشركاء المحليين كارباب المقالع والات طحن الاحجار ومعمل سيماط لانتاج الاسمنت المسلح والمكتب الشريف للفوسفاط اضافة الى وزارة الطاقة والمعادن والبيئة .