الأربعاء , فبراير 12 2025

اخفاق مجالس الجماعات الترابية في التدبير ،ازمة منتخب ام ضعف في التسيير.

مدير النشر جمال الصعفضي

مجالس الجماعات الترابية بالمغرب لم تستجب للتطلعات.

يبدو الوضع على ماهو عليه منذ انتخابات اعضاء الجماعات الترابية بالمملكة.لا شئ يذكر ولا حس ولا خبر .الوضع ساكن وجامد في غياب تام للمسات المجالس الجماعية في امتداداتها الترابية الا من حركات وسكنات شركات التدبير المفوض للنظافة والحدائق وبين الفينة والاخرى بعض فرق الكهرباء  او الماء الشروب في حالة وقوع تسرب او اختناق البلوعات بمياه الامطار.حتى مجال الانارة العمومية في طريقها للتدبير المفوض نظرا لعدم قدرة الجماعات على تدبير قطاعاتها.
ان من يتذكر الامس القريب ايام الحملات الانتخابية الفارطة والفرحة التي انتشى بها الفائزون على انغام الاهازيج والمرق المبرقق وفواكه الخريف كأن الناجحين الجدد كانوا يعتقدون ان طريق الى الاليزي مفروشة بالورود ،ليصطدموا بواقع التدبير الجماعي البئيس الموروث لعقود متهالكة .وتبدأ الحكاية من جديد،انتخاب اللجان ،الاعداد للبرامج ،التعرف على المصالح الخارجية،محاولة حفظ واستذكار بعض بنود الميثاق الجماعي خاصة في انعقاد الدورات واختصاصات اللجان وطريقة اشتغالها.ناهيك عن الشد والجر مع المعارضة والدورات الساخنة ليعلم الجميع انهم في مسرحية مبهرجة ابطالها مجهولون وشخصياتها تحاكي المعقول ،وبعد مرور سنوات يختلف ليلها عن نهارها يجد المنتخبون انفسهم يدورون في حلاقات مغلقة ،عاجزين عن فعل اي شئ. مالايعرفه المتهافتون على تدبير الشؤون المحلية هو احتياج هاته المؤسسات الدستورية الى موارد بشرية ذات كفاءات تقنية وفنية والى فرق متناسقة ومنسجمة ،الفت المبادرات الجمعوية والمهنية،من جهة اخرى ،افتقار الاعضاء والممثلين وموظفي الجماعات الى الحس التنموي والنظرة السوسيو اقتصادية اتجاه قضايا الساكنة عموما ،مما يجعلهم بعيدين عن هموم وتطلعات ناخبيهم.في الحقيقة انتخابات 2021عرت واقع المجتمع المرير،مجتمع البلابلابلا .للاشارة فالامر لا ينطبق على من اتت به الظروف لتسيير فترة ما بعد كورونا فحسب فكل اؤلئك الذين بادروا بالترشح ولم يوفقوا و عدد كبير من المواطنين علماء وفقهاء المقاهي والمجامع والمتبجحين بالقول كذا ولو كذا ما كذا..تركيبة المغاربة التي تحورت مع السنين لم تعد قادرة على تغيير عقليات تضخم الانا والتخوين والتسفيه والتبخيس …دون مبادرات تذكر.سكيزوفرينيا المواطن الصالح والطالح في نفس الوقت افقدتنا الثقة حتى في انفسنا وتجمعاتنا الصغرى فسقطنا في الصراع من اجل المجهول .من حسن حظنا ان هاته الجماعات الترابية المتمتعة بالاستقلال المعنوي والذاتي تبقى تحت سلطة وصاية وزارة الداخلية والا ازداد الامر سوءا .في الحقيقة في غياب تفعيل الادوار الاقتراحية والتشاركية للمجتمع الفاعل والنشيط يبقى الرهان معقود على الدولة لتتدخل بقوة من اجل هيكلة المؤسسات وتحديث اداراتها وتمكينها من الموارد البشرية المدربة والمؤهلة وتكوينها بشكل مستمر لضمان التنمية المحلية المرجوة والانتظارات المنشودة.

About admin

Check Also

تماسيح الاسواق تعيث فسادا في البلاد و جيوب العباد وتلهب اسعار المواد الغذائية.

مدير النشر جمال الصعفضي   عصابات التموين تستغل الشهر الفضيل لاستنزاف جيوب المواطنين.     …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com