مدير النشر جمال الصعفضي
زيارة الوزير للدرويش:نية في العمل ام لدر الرماد؟
تناقلت مجموعة من الاخبار ، زيارة وزير الصحة السيد خالد ايت الطالب،للمستشفى الاقليمي للدرويش.وتعد هاته الزيارة الثانية من نوعها في غضون السنة الاخيرة.ويتساءل الجمهور عن تحرك الوزارة في اتجاه الريف ،هل هي بداية لجولة وطنية يقوم بها السيد الوزير بمعية طاقمه لمختلف الاقاليم والجهات؟،ام تدخل في اطار التحركات الروتينية والانشطة الوزارية؟
ان المؤسسات الاستشفائية العمومية في البلاد تعاني من النقص الشديد في المستلزمات الطبية والموارد البشرية واجهزة الفحص والجس بشتى اشكالها وانواعها.هذا الخصاص المهول في التجهيزات الصحية للمستشفيات العمومية خلق ارضية خصبة للقطاع الخاص والمصحات الاستثمارية وتجار الارواح البشرية للترعرع والانتعاش والاغتناء.لقد اصبح المواطنون البسطاء يعانون داخل المستشفيات خاصة بعد حذف نظام راميد وتفعيل لامون وتوسيع انظمة لاسينيسيس.فاصبح المرتفق يغرق في مجموعة اسئلة وبحث والتأكد من التسجيل في نظام التغطية الصحية من عدمه في ظروف لازال النظام برمته لم يتمكن من احصاء كلي وشمولي للسكان كلهم.فلا حديث يسمع داخل قاعات المستشفى غير ،سير للصندوق ،واش خلصتي فالصندوق،؟ فين الورقةلي عطاوك فالصندوق…؟؟؟كأن الحق في التطبيب وتلقي العلاجات الصحية ،اختزل في صندوق لا نعرف قصده من نعته.ان المواثيق الدولية لحقوق الانسان وجميع الدساتير الكونية والاتفاقيات المبرمة على الصعيد الاقليمي والدولي،تحتم تطبيق الحق في الرعاية الصحية والاجتماعية وتلقي العلاجات الضرورية دون التمييز على اي اساس وتحت اي ظروف.كما ان جميع التشريعات في مجال الصحة تؤكد على ضرورة تقديم الخذمات الاستعجالية على وجه السرعة لكل مريض دون تأخر .مازاد الطينة بلة هو فئة بعض الممرضين والممرضات الجدد والذين اصبحوا يسيؤن لمهنة الشرف والنبل من خلال سلوكاتهم واستفزازاتهم للمرضى ومرافقيهم .من المفروض على وزارة الصحة السهر اولا على جودة مواردها البشرية والحرص على افعامهم بالروح الوطنية والحس الانساني والكوني لان الاسقام غالبا ماتعالج او يخفف عنها بالأثر الطيب والسماحة واللطف والادب .فأين نحن من تاريخ اجدادنا وأسلافنا ؟حيث كان المغرب وجهة مهمة لمن اراد العلاج او التزود في مهن الطب والتشريح والتمريض والصيدلة.شكل المغرب لعقود من الزمن خاصة بعد سقوط الاندلس مرجعا طبيا عالميا وقبلة لكل دارس وباحث في المجال،بل كان ملوك اوروبا في العهد الوسيط يستدعون الاطباء المغاربة لقصورهم وقلاعهم للكشف عليهم وعلى ازواجهم وعائلاتهم وكان معظمهم يقبلون على الادوية والعقاقير والمراهم المعدة من طرف الاطباء المغاربة ومساعديهم .اذا اعتقد السيد الوزير انه بهذه الزيارة التفقدية سيتم الاقلاع بقطاع الصحة فهو واهم وواهم جدا. الاصلاح الحقيقي ينبغي ان ينطلق من كل مناطق وجهات واقاليم المغرب.وعلى كل المسؤولين التجند في هذه العملية سواء على المستوى المحلي،الاقليمي،الجهوي والوطني،بدءا بوزارة الداخلية المتجلية في الولاة والعمال، ممثلي صاحب الجلالة ورؤساء المجالس الجهوية والاقليمية والجماعية.كما على الوزارة توفير اللوجيستيك المطلوب والاطر اللازمة وتفعيل المراقبة والتتبع والتأطير والتكوين.اما بالنسبة لباقي الجهات الاخرى فعليها توفير المناخ العام للمرفق وتسهيل الشراكات وابرام الاتفاقيات وتوفير الاولويات في ظل الجهويات المتقدمة.نتمنى من السيد الوزير ان يطلع على الخريطة الصحية ببلادنا وان ييسطر برنامج زيارات ميدانية لمختلف المراكز والنقط الصحية بالمملكة وايفاد لجن وفرق المراقبة للوقوف على حقيقة الوضع و استنباط تشخيص حقيقي لواقع الصحة المزري ببلادنا.