الأربعاء , فبراير 12 2025

الشبكات العنكبوتية، افتضضت بكرات النفوس البشرية.

مدير النشر جمال الصعفضي

مواقع التواصل ،صارت قنوات للصرف الصحي الاجتماعي.

    ذات يوم فيما مضى وقعت عيني وانا اتفقد بعض الكتب بالجوطية على عنوان :هل نحن بشر ام بقر؟ورغم انه لم يأخذني الفضول لقراءته الا انه فجر في عقلي محموعة تصورات وتخمينات حول مايقصده هذا الكاتب بالبقر في علاقته مع البشر.

يعرف الوقت الراهن انفجارا معلوماتيا تخطى كل القيود والحدود،محتويات رقمية تنتقل بسرعة وتتناسل عبر الصفحات لاختراق المشاهدات بشكل رهيب .تشير الاحصائيات المنجزة على مرتادي الشبكات العنكبوتية الى استهلاك مهول للمحتويات المقززة التافهةوالقنوات الفاضحة. الكل يتحسس المضامين الفارغة والاوضاع المخلة والخصوصية البشريةحتى يتلذذ بمآسي الآخرين وينغم في مشاهدة مؤخرات الروتينيات اليومية. عجيب امر هذا الماخور الكبير الذي اصبح يتحكم في العقول والقلوب ،يوميا تروج محتويات ضارة بالحس الانساني ومؤثرة على السايكولوجية البشرية.صار الامر يسير وفق تدبير محكم يبدأ بالاختراق العام لجميع الهواتف الذكية والتقاط الاشارات وتوجيه المستهلك نحو الانفتاح على المواد المخلة والمشينة واستساغة السفالة والبلادة والاقتداء بالتافهين والمؤثرين الرعاوين الخونة والذين يسيرون من طرف اجندات اعلى منهم بكثير وبايعاز من حكام العالم الجدد. فعندما اقدم الشابان والشابة المغاربة على السباحة عرايا في فندق بالامارات من اجل مداخيل الادسنس ،انتشر الفيديو ليحقق 12مليون مشاهدة في بضع ساعات.من هنا يتبين ان هناك من يلتقط الاشارة الاولية ويكيفها على اجندته ثم يسعى الى ايصالها الى اكبر عدد ممكن .اصبحت الفيديوات السافلة تنتشر انتشار النار في الهشيم حيث تخترق البيوت والصالات والاماكن العامة والخاصة مستغلة الضعف النفسي والتكويني لدى المتلقي فيلتهم محتويات مدمرة ومفسخة للذات الانسانية.اننا اليوم اشبه مانقول اننا في حرب مفتوحة مع عدو سرطاني ،هدفه تسليع وتبضيع البشرية وخلق نمط عقلية القطيع .ان استمرار هاته الجرائم الانسانية ستعمق الجروح المجتمعية ولن يتوقف النزيف الاخلاقي والانحلال الفكري والتقهقر العقلي .المستهدف بكل صراحة هي منظومة القيم والمبادئ الراقية والسامية.

اجيالنا تسير في طريق طمس الهوية و انحلال الشخصية و تدمير النظم الاخلاقية .والقادم كثر وجذر حيث اكذوبة الذكاء الصناعي واوهام الميطافيكس مبرمجان لهدم الثقافة والموروث ومحو التاريخ واثر كل مبعوث ،ليعيش العالم فترة الزور و التزييف في حياته الحقيقية .ربما كاتب رواية بشر ام بقر استشعر خطر التحكم في الجماهير وتدجين العقول وتسييرها على الهوى المطلوب.  وتدجين العقول على نهج ترويض العجول.

 

 

 

About admin

Check Also

التحقيق مع رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق…

محمد ليوبي   ورط الوزيرة عمور ويواجه اتهامات بالتزوير شرع قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com