مدير النشر جمال الصعفضي
الجهوية المتقدمة بين التطبيق والنظرة الضيقة .
نشرت جريدة صراحة بريس تيفي مقالين متتابعين في اقل من اسبوع حول مايجري داخل مجلس جهة بني ملال خنيفرة .الغريب في الامر هو ان الطرفين المتنازعين زاد تعنتهما وتشنجهما ،رغم الدعوات للمهادنة وتهدئة الاجواء وضبط النفس والسعي الى معالجة الخلافات داخل المؤسسة في الواقع وليس في المواقع ،لكن لا حياة لمن تنادي.نتعجب كثيرا لهاته المشاحنات المستفزة من الطرفين الذين خرجا عن السيطرة ومضيا في تراشقات فارغة ،قزمت دور الثمثيلية السياسية في تدبير هذا المجلس الهام والحيوي.ان الرهان المعقود على الجهات ،في افق الجهوية المتقدمة،يتجلى في السعي الى محاربة الفروق المجالية،وخلق التنمية وضمان التوزيع العادل للمرافق والمصالح العامة.فبدل انكباب مجلس الجهة على وضع برنامج عمل وتصور تنموي منذمج لمجموع الاقاليم المشكلة للجهة ،وتفعيل الصلاحيات المنقولة اليه من طرف الدولة ليحل محلها في الاستثمار العمومي واحداث المشاريع المهيكلةو البنيات الاساسية بشكل عام.كما ان دستور 2011 وجميع المراسيم والقوانين التنظيمية في هذا الصدد ،فتحت المجال امام المجالس المنتخبة الثلاث لبلوغ الذكاء الترابي وانشاء الاليات الضرورية للتنمية كشركات التنمية الجهوية والمحلية.نحن ياسادة ،بعيدون كل البعد عن المنظور الجديد للتدبير المحلي والاقليمي والجهوي.جل خطابات صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،نصره الله وأيده ،كانت تخص المنتخبين و مدبري الشؤون العامة للمواطنين ،وكانت توجيهات جلالته ترسم ملامح ومواصفات الادارة الجديدة وماتقتضيه من التفاني في خذمة المواطنين والاستماع اليهم والاطلاع على مشاكلهم وهمومهم وكذا تطلعاتهم.
ان التطور الهائل الذي يعرفه المغرب وخاصة الجهات الكبرى من المملكة يعري الواقع الذي تعيشه جهة بني ملال خنيفرة:الغنية بمواردها المائية والطبيعية والغابويةوالمعدنية والفلاحية و المناخية وحتى التضاريسية ،جهة لا يمكن ان نقول عنها انها من اجمل واروع واغنى الجهات المغربية.ان غياب الرؤيا الاستراتيجية التي رسمها ملك البلاد و عدم القدرة على استشراف مستقبل للجهة في ظل التغيرات الاقتصادية والمناخية المتسارعة ،تجعلنا نطرح تساؤلات حول مدى كفاءة القائمين على تدبير هذا المجلس؟اين جهة بني ملال خنيفرة من الاستثمارات السياحية والصناعية والفلاحية؟ربما سنكمل ما تبقى من الزمن الانتخابي نتفرج على لعبة التنس بين هؤلاء وهؤلاء دون ان نهتدي الى الاصلح.