الجمعة , فبراير 7 2025

الجدية ثم الجدية عنوان بارز في خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش.

مدير النشر جمال الصعفضي

خطاب العرش،محطة لتقييم المنجزات واستشراف المستقبليات.

       القى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده ، يوم امس، خطابا ساميا للامة،بمناسبة عيد العرش المجيد.لقد احتفل المغاربة قاطبة بمرور 24 سنة منذ اعتلاء جلالته عرش اسلافه المنعمين وذلك بتجديد فروض الطاعة والولاء والبيعة ، في تجسيد ملحمي للتلاحم الدائم والتجاوب التلقائي بين العرش والشعب من اجل اقامة دولة-امة ضاربة جذورها في اعماق التاريخ ،كما جاء في مقدمة خطاب امير المؤمنين.خلال هذا الخطاب التاريخي والمفصلي في تاريخ المغرب المعاصر ،اشار جلالته الى المنجزات الهامة التي حققتها بلادنا في السنوات الاخيرة وكذلك الصعوبات والتحديات والاكراهات التي تم تجاوزها باذن الله تعالى .كما اثنى جلالته على خصال المغاربة الحميدة والمتجلية في الصدق والتفاؤل والتسامح والاعتزاز بالهوية الوطنية الموحدة والجدية والتفاني في كل الاعمال.هاته الجدية والتفاني كما اشار الملك ،نحن في حاجة اليها اكثر من اي وقت مضى نظرا لما حققه مسار بلادنا التنموي من النضج والتقدم ومن اجل فتح مجال اكبر في الاصلاحات والمشاريع الكبرى التي يستحقها المغاربة .فالجدية التي دعا اليها صاحب الجلالة تشتمل على مجموعة من المبادئ العملية والقيم الانسانية من اجل رفع التحديات وتجاوز الصعوبات ،مضيفا ان الشباب المغربي قادر على ابهار العالم وتحقيق المستحيل متى توفرت له الظروف ومثال ذلك ماقدمه الفريق الوطني للكرة خلال منافسات كأس العالم حيث القى دروسا بليغة في حب الوطن و الوحدة والتلاحم العائلي والشعبي. هاته الانجازات كما قال جلالته ،اثارت فينا كل مشاعر الفخر والاعتزاز وهي التي كانت وراء تقديم المغرب لملف الترشيح لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030 الى جانب اسبانيا والبرتغال.واضاف جلالته ان هذا التنظيم المشترك الغير المسبوق والذي يجمع بين قارتين افريقيا واوربا وحضارتين عريقتين على البحر الابيض المتوسط ستزيد من حاجيات هاته الشعوب الى المزيد من التعاون والتواصل والتفاهم .
جاء في الخطاب الملكي ايضا استعراض لاهم المنجزات المغربية في مجالات الابتكار والاختراع ،حيث تمكن المغرب من تصنيع اول سيارة مغربية محلية الصنع بتمويل مغربي خالص كما ان تطوير اول سيارة هيدروجينية من طرف شاب مغربي تؤكد النبوغ المغربي وثقة جلالته في مؤهلات الشباب وطاقاتهم وقدراتهم الابداعية وتعزيزا للعلامة التجارية “صنع في المغرب” التي تقوي مكانة بلادنا كقبلة للاستثمار المنتج.كما شدد جلالته على الجدية في ملف وحدتنا الترابية والتي اثمرت بالمزيد من الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على اراضيه الجنوبية ،كان آخرها اعتراف دولة اسرائيل وفتح القنصليات بالعيون والداخلة وازدياد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي.وفي نفس السياق اعرب الملك عن موقف المغرب الراسخ حيال القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة لاقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بما يضمن امن واستقرار دول المنطقة.
ودائما وفي نفس السياق شدد جلالته على الجدية لتكون مذهبا في الحياة والعمل وفي جميع المجالات:الجدية في الحياة السياسية والادارية والقضائية،الجدية في المجال الاجتماعي كالصحة والتعليم والشغل والسكن،الجدية ايضا تعني الفاعلين الاقتصاديين وقطاع الاستثمار والانتاج والاعمال .ان الجدية التي حث عليها صاحب السمو والسعادة هي الجدية كمنهج متكامل يقتضي ربط المسؤولية بالمحاسبة واشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص.بعد ذلك انتقل الملك الى استعراض التداعيات الدولية للازمة العالمية وارتفاع معدلات التضخم والذي ادى الى ارتفاع التكاليف المعيشية للمغاربة والتوجيهات الملكية للحكومة من اجل اتخاذ التدابير اللازمة للحد من آثار الغلاء وتأمين حاجيات السوق الداخلية من المواد الاستهلاكية الضرورية. كما اشار الملك ايضا الى الاثار الواضحة لتوالي سنوات الجفاف على تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد الوطني ونقص الموارد الموارد المائية وسيتجلى ذلك في السياسة الوطنية للماء 2020/2027 والتي تقتضي المزيد من الجدية واليقضة تدبير الموارد المائية والقطع مع الاستعمالات الفوضوية واللامسؤولة لهاته المادة الحيوية.
خطاب العرش لهاته السنة كان بمثابة خارطة طريق مستقبلية تستشرف الافاق المستقبلية الواعدة لبلدنا الحبيب في مجالات الطاقات الخضراء، المتجددة والنظيفة.وقد اعطى جلالته الانطلاقة لمشروع الاقتصاد الاخضر التابع للمجمع الشريف للفوسفاط والذي ترأسه جلالتة لتنزيل “عرض المغرب”في مجال الهيدروجين الاخضر وذلك بتثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا واستجابة لطلبات المستثمرين العالميين في هذا المجال الواعد. اما بالنسبة لورش الحماية الاجتماعية اعلن جلالته على استكماله نهاية هذا العام وذلك بمنح التعويضات العائلية للاسر المستهدفة لتحسين الوضع المعيشي لملايين الاسر والاطفال على اعتبار هذه الخطوة ركيزة اساسية في مسار النموذج التنموي المغربي الرامي لصيانة وحفظ كرامة المواطنين في جل ابعادها.
في نهاية الخطاب ،شدد جلالته على الجدية بمعناها المغربي الاصيل،في ظل ماتعرفه التغيرات العالمية من اهتزاز على مستوى منظومة القيم والمرجعيات ،حيث اكد جلالته على الجدية تجاه ثوابث الامة الوطنية والدينية ،تحت الشعار الخالد : الله،الوطن،الملك
الجدية تجاه قضيتنا الوطنية ووحدتنا الترابية.
الجدية في صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من اجل مجتمع متضامن ومتماسك.
الجدية في مواصلة نموذجنا التنموي من اجل تحقيق التقدم الاقتصادي وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية .
صاحب الجلالة في هذا الخطاب وجه رسالة واضحة وصريحة لجيراننا الجزائريين حكومة وشعبا مفادها ان المغرب يعترف بالاواصر الاخوية والتاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين وان المغرب لن يكون ابدا مصدر شر او سوء للجزائر والجزائريين.كما دعا جلالته الى فتح الحدود بين البلدين وعودة العلاقات والامور الى طبيعتها بين الجارين الشقيقين.
في الاخير وجه جلالته تحية اشادة وتقدير للقوات الملكية المسلحة ورجال الدرك والامن والقوات المساعدة على تجندها الدائم تحت القيادة السامية لجلالته من اجل الدفاع عن حوزة الوطن وحماية المواطنين و ضمان الامن والاستقرار ببلدنا الحبيب. كما ترحم جلالته على جميع الارواح الطاهرة لشهداء الوطن الابرار وفي مقدمتهم جلالة المغفور لهما الملكين محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله تراهما واكرم مثواهما. واختتم بالاية الكريمة :”بسم الله الرحمان الرحيم ان الذين امنوا وعملوا الصالحات،انا لانضيع اجر من احسن عملا”صدق الله العظيم.

 

About admin

Check Also

جماعة تانوغة ،اقليم بني ملال :جماعة تليدة تسير بخطى وئيدة.

 بقلم محمد اوسكوف   مشاريع تنموية و تأهيل بنيوي يغير من ملامح الدير التادلي.   …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com