مدير النشر جمال الصعفضي
الصحة العمومية تحت رحمة الرأسمال.
افتتحت مجموعة اكديتال او مايطلق عليها المصحة الدولية فرعا لها بمدينة بني ملال في ظل النقص الشديد والمتزايد في العرض الصحي العمومي بالمدينة.تتركز جل المصحات الخاصة ببني ملال على اعتبارها عاصمة الاقليم وكذلك رغبة من المسؤولين والاعيان ان تتركز فيها الخدمات العلاجية لضمان توافد اعداد غفيرة من طالبي العلاج ،على غرار باقي الخذمات الاخرى والمرافق الادارية والتعليمية المتركزة ببني ملال.والمثير للجدل هو كيف لمدينة بحجم بني ملال ان يرخص بها اكثر من 12 مصحة خاصة ومايزيد عن 120 عيادة طبية عامة ومتخصصة؟وتبقى المدن الاربع المحيطة بها صفر مصحة ما عدا المصحة التي افتتحت مؤخرا بالفقيه بن صالح.ما العلاقة بين تدهور خذمات المستشفى الاقليمي وهو في نفس الوقت جهوي و انتعاش سوق المصحات الاستثمارية؟ماذا عن الخريطة الصحية بالاقليم؟لمن يوكل مراقبة جودة خدمات المصحات ومدى احترامها لقوانين ومواثيق الصحة؟
الحقيقة وواقع الحال للاسف يتكلمان عن كم كبير من المعاناة والالم.قمة الاستغلال و الاحتكار والمتاجرة في الامراض والعلل .تهافت كبير على اموال البؤساء والتعساء الذين اجبرتهم الظروف على الاستسلام والخضوع لابتزاز المتاجرين بالصحة وارباب المختبرات والفحوصات.ان الفوضى التي بات يعرفها القطاع باقليم بني ملال والسعي الى افراغ المنظومة الصحية من ادوارها الاساسية وتملص مستشفيات ومراكز الدولة من مسؤوليتها تجاه المواطنين لصالح انعاش جيوب رأسمالية الطب والادوية ،اثر بشكل كبير على الحقوق الكونية للانسان وحقه في التطبيب وتلقي العلاجات.
ان التوجه الاستثماري في مجال صحة المواطنين في اقليم تميز قاطنوه بقلة التردد على المستشفيات وزيارة الاطباء واستعمال العلاجات البديلة والتداوي بالاعشاب حيث لم يكلفوا الدولة اية استثمارات صحية طيلة هاته العقود، ليجدوا اليوم انفسهم بين مطرقة الاطباء والصيادلة المرتزقين وسندان المصحات الجشعة.والمؤسف من هذا كله هو غياب الكفاءة والمهنية في تشخيص الامراض والتدخلات الجراحية الدقيقة وتوصيف العلاجات الناجعة، ليبقى كل هذا الكم من البنيات التجارية عبارة عن محطات الاداء، لا تلبي الا الحاجيات البسيطة في التطبيب والجراحة العامة . مباشرة بعد استنزاف جيوب المرضى المساكين، تبدأ رحلة المعاناة من جديد وبايعاز من سماسرة القطاع في اتجاه البيضاء والرباط ومراكش ويعاد الفحص والتحليل والتشخيص من جديد. ان التبجح بانشاء المصحات والتغني بانجازاتها ،يعد وصمة عار على جبين الاطباء لا يراه الى المرضى.