الأربعاء , يناير 22 2025

قصبة تادلة : رغم الفقر والهشاشة ارسلت مساعدات مهمة للحوز وازيلال

مدير النشر جمال الصعفضي

ابى التادلاويون الا ان يكونوا في طليعة مساعدي ضحايا الزلزال .

 

بادر المجتمع التادلي الاسبوع الماضي الى تنظيم قافلتين تضامنيتين لمساعدة سكان مناطق الهزة الارضية .انطلقت القافلة الاولى من مدينة قصبة ،بداية الاسبوع المنصرم ،مؤلفة من ثلاث شاحنات من النوع الكبير وخمس شاحنات عادية اضافة الى عدد كبير من السيارات الخاصة والتي كانت ايضا محملة بالمواد والسلع الضرورية .استطاع الساهرون على هاته الحملة ان يجمعوا هذا الكم الجد الهائل من المؤن والسلع والمواد الغذائية والافرشة والاغطية وجميع المستلزمات الضرورية للعيش في ظرف جد وجيز .اثارت هاته المبادرة نقطة استفهام ضخمة لدى المتتبعين ،حيث تفاجأ الكثيرون من التجاوب الكبير للساكنة والانخراط الواسع لجميع الاطياف الاجتماعية .الكل يعرف ان مدينة تادلة تعيش معظم ساكنتها تحت عتبة الفقر ويقطن بها عدد قليل من الموظفين والميسورين ان لم نقل انها تفتقر تماما لطبقة الاغنياء والاثرياء .كيف يعقل ان يوثر سكان تادلة عن انفسهم ويبذلون مايملكون وما يتوفرون عليه من قوت وزاد لفائدة ضحايا الزلزال وهم يعيشون وضعا لا يختلف عن حال المتضررين والمنكوبين ؟؟!.قصبة تادلة مدينة بدون رواج اقتصادي،مدينة البطالة وقلة الموارد والاستثمارات.90 في المئة من الساكنة فقراء وبسطاء واكثر من نصفهم يعيشون تحت عتبة الفقر المضقع.يالها من ملحمة انسانية خالدة حينما يحس البؤساء باخوانهم ويساعد الضعفاء بنو جلدتهم ،انها قمة الايثار والتضحية .لم ينته الامر عند هذا الحد بل بادرت مجموعة ثانية مؤلفة من اولاد الواد”الريفر بويز “وفعاليات مدنية اخرى وبعض اصدقاء المدينة وغيوريها ،الى جمع مساعدات لايستهان بها غلى غرار القافلة الاولى .وهذا ما اثلج الصدور التادلية وايقن الجميع ان تادلة المدينة لازالت بخير وان ساكنتها الفقيرة تتمتع بالانفة وعزت النفس بحيث لم يتخلف السكان المحليين عن الركب ،منافسين في ذلك كبريات مدن المغرب .انها رسالة مشفرة الى القائمين على الشؤون المحلية والاقليمية والجهوية والذين تمادوا في تهميش المدينة وتقزيمها وحرمانها الكلي من المشاريع التنموية والتأهيلية والاستثمارات العمومية .تادلة تصرخ باعلى صوتها :نحن هنا وسنبقى هنا ،صامدون ومقاومين رغم محاولاتكم البئيسة لطمس المدينة ومعالمها الحضرية وخنق اقتصادها ووأد ابنائها وبناتها. ان مشاهد قوافل الاعانات والمساعدات التي خرجت من مدينة قصبة تادلة ،تحت ايقاعات الزغاريد والتصفيقات والابتهلات والادعية ،مشاهد تقشعر لها الابدان وتذكر الساكنة بالتاريخ الماضي الذي كانت تجهز فيهاالرواحل للفدائيين والوطنيين المرابطين بالجبال الاطلسية في مقاومتهم للاستعمار الفرنسي بالمغرب.

في الحقيقة ومن خلال فترات تغطيتنا لمراحل القافلتين ونقاشاتنا مع الشباب المشرف ،تبين ان المثل القائل: الجودة من الجدود ماشي من الموجود، ينطبق تماما على ساكنة تادلة حيث تحدث كثيرون عن المواقف التادلية عبر التاريخ وكيف تقتسم الاسر مؤنها فيما بينها كما يتقاسم التادلاويين همومهم ومشاكلهم اليومية بين بعضهم البعض .

About admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com