الخميس , فبراير 6 2025

نقص السيولة ،يهدد حياة الاقتصاد المغربي.

مدير النشر جمال الصعفض

سوق المال والاعمال بالمغرب يمر بأزمة خانقة.

  يعيش الوضع الاقتصادي المغربي خلال الستة شهور الاخيرة ، اسوأ ايامه،لا لشئ الا لاستمرار موجات غلاء المواد الاساسية والطاقية من جهة واستمرار موجة الجفاف ونقص احتياطات الموارد المائية.هذا كله اثر بشكل سلبي على سوق المال والاعمال،حيث تأزمت البنوك ونقصت السيولة المالية الرائجة وتداعى ذلك على كل الانشطة التجارية والصناعية والمهنية.هذا النقص الشديد في كتلة النقد المصكوك جاء نتيجة عدة عوامل اهمها ارتفاع نسب التضخم واستمرار عجز الميزان التجاري،نظرا لاستنزاف احتياطيات العملة الصعبة الموجهةللسوق الدولية لتأمين التوريدات والحاجيات الطاقية والاساسية .ومازاد الطين بلة هو ضعف تحويلات مغاربة العالم لهذه السنوات الاخيرة وتراجع صادرات الفلاحة المغربية نحو السوق الاوروبية.ان المتتبعين للسوق الاقتصادية الوطنية ،يعرفون حق المعرفة ان الاقتصاد الوطني على حافة الانهيار بسبب الانخفاظ المهول للقدرة الشرائية وافلاس مجموعة من الشركات والمجموعات الاقتصادية والمالية الوطنية.لكن هذا كله لا يفسر تضآل الرأسمال في الاسواق بصفة عامة ولدى الطبقات الوسطى بصفة خاصة على اعتبارها القلب النابض للاقتصاديات الناشئة عموما.العديد من الملاحظين يعزون هاته الظاهرة المالية الغير مسبوقة الى تنامي مجموعة من الاعمال الغير مشروعة وهي من تتسبب في امتصاص كميات كبيرة من السيولة في السوق السوداء.يأتي الاتجار في المخذرات بشتى انواعها من بين الاسباب المشار اليها ،خاصة بعد انتشار استهلاك الكوكايين على نطاق واسع ،اضافة الى اصناف اخرى من المخذرات القوية والتي تأتي من خارج الوطن.وفي نفس السياق يلاحظ النشاط الكثيف لشبكات الاتجار في البشر والهجرة السرية والتي انتشرت في السنوات الاخيرة على مستوى كافة التراب المغربي ،حيث يروى عن العدد الكبير من القوارب المطاطية التي تمخر الاطلسي في اتجاه الكناري بشكل شبه يومي.هذه الهجرة المسعورة والتي خلفت مآسي عميقة لدى العديد من العائلات ساهمت بشكل كبير في استنزاف مدخرات الاسر المتوسطة والفقيرة والذين لجأوا الى مؤسسات القروض الصغرى لتلبية رغبات ابنائهم .ليس هذا هو الشكل الوحيد للهجرة ،بل هناك من هو اخطر ،يتعلق بسماسرة بيع عقود العمل وتأشيرات البلدان الاوروبية بمبالغ خيالية وبدون ضمانات.
اضافة الى كل ما سبق ،تنامت في السنوات الاخيرة ظاهرة جد ملفتة للنظر ،تتعلق بتهافت المغاربة المقيمين بالديار الاجنبية على شراء الدور والعقارات هنالك وبمبالغ جد مهمة ،يعني ان هجرة النقد المغربي جد واردة خاصة وان النظام المالي الاوروبي جد صارم في تحويلات الاموال الى المغرب ومتغاضي جدا عن ادخال السيولة لاقتناء العقار في بلاده .
يستنتج من خلال ماسبق ان السوق الاقتصادية الوطنية تتعرض لضربات جد موجعة تتجلى في الغلاء وتكدس الاموال لدى الشبكات الدولية للاتجار في المخذرات و البشر وتهريب الاموال خارج الوطن.

  

 

About admin

Check Also

عرس نضالي بمقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بالناظور

مدير النشر جمال الصعفضي في إطار تفعيل شعار “التنظيم والنضال” الذي أفرزه المؤتمر الوطني السادس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com