مدير النشر جمال الصعفضي
ابادات جماعية في حق الشعب الفلسطيني الاعزل.
خلف الهجوم الكاسح للكتائب المسلحة التابعة لحركة حماس على المستوطنات الاسرائيلية فجر السبت الماضي ،ردود فعل عالمية ،شجعت الدولة العبرية على تكثيف القصف وارتكاب المزيد من المجازر الانسانية.منذ اندلاع النزاع ،بادرت الولايات المتحدة الامريكية بارسال حاملة الطائرات والدعم اللوجيستي للجيش الاسرائيلي وخرج رئيسها بخطاب استفزازي ينم عن الكراهية والعنصرية تجاه الفلسطينيين والعرب والمسلمين ويحرض على العنف .فكيف لدولة الديمقراطية وحقوق الانسان وراعية السلم والسلام العالمي ،ان يعلن مسؤولوها السياسيين وقادتها العسكريين الحرب على شعب اعزل.؟انه لغريب اسلوب هاته الدول العظمى المتغطرسة في فض النزاعات و تهدئة التوثرات .؟اصبح الغرب ماسخا في سياساته الشرق أوسطية حيث اصبح ينتشي زعماء الطاولة بمشاهدة مقاطع قصف المدنيين وهدم المنازل على رؤوس النساء والاطفال ونزيف الدماء في المستشفيات التي بات قدراتها مستنزفة بفعل الارتفاع المهول للقتلى والمصابين والحالات الخطرة.مستشفى غزة بات بدون ماء ولا كهرباء وكمية الوقود المتبقية لن تكفيه لعدة ايام.اسرائيل ياسادة تدك ارض غزة دكا وتمطر سماء القطاع بوابل من القنابل والقذائف والصواريخ.لقد اجتمع وزراء خارجية الجامعة العربية على مضض لتباحث مستجدات الحرب في غزة.وقد قدم السيد ناصر بوريطة موقف المغرب من الصراع والقضية وركز على اربع نقاط ضرورية واساسية لايقاف النزيف وهما ملخص الرسالة الملكية في هذا الشأن . الاولى تتعلق بالسعي الى اقناع اطراف النزاع بالتهدئة والسعي الى ايجاد حلول لوقف الحرب،ثانيا ،اكد بوريطة على ضرورة التحرك السريع لتحديد احتياجات الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات للمدنيين وتأمين الملاجئ وتوفير المستلزمات الطبية والتدخلات العلاجية.ثالثا السعي بالاطراف للجلوس على طاولة الحوار ونبذ الخلافات ،واخيرا الرجوع لطاولة المفاوضات لبلورة حلول واقعية للقضية الفلسطينية واسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني وحدود دولته التي عاصمتها القدس الشريف.
ان الحرب الهمجية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة وهذه الابادات الجماعية والتهجيرات القسرية ضد الشعب الفلسطيني ،ستزيد من رقعة الحرب وستتسبب لا محالة في خسارة اسرائيل لمجموعة مصالحها خارج الحدود وسيفشل مشروع التطبيع مع اسرائيل والذي استغرق نصف قرن لارسائه .
لكن المؤلم،المؤسف بل المخجل هو مواقف الدول العربية والاسلامية من الازمة الفلسطينية وصمتها واستكانتها والاكتفاء بدور المتفرج السلبي .لماذا لاتهب المنظمات لاغاثة الغزاويين ؟اين التضامن مع شعب عربي مسلم عانى ولازال يعاني من الاحتلال والغصب؟اليس الاقصى من مقدساتنا الاسلامية على اعتباره اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟اين الشعوب البشرية من كل هذا ؟لقد تطبعنا بالانبطاح والخنوع والتبعية والخضوع لقرارات وتوجيهات الدول العظمى ومات الحس القومي والعقائدي الذي كان يوحدنا ويوحد اقطارنا ونتقاسم معاناتنا وهمومنا .