مدير النشر جمال الصعفضي
ساكنة تادلة تضررت بمصبات الواد الحار على واد ام الربيع.
من خلال استطلاع للرأي لساكنة المدينة القديمة ،المستيون،بودراع ،مجاط وحتى البام ،كل ساكنة هاته الاحياء اكدت انهم لايستطيعون النوم ليلا بسبب الرائحة الكريهة والكثيفة والمركزة وفي ظل نقص الاوكسجين من فرط السخونة.كما ان عددا من قاطني هاته الاحياء بدأت تظهر عليه اعراض لامراض والتهابات جلدية:حكة،طفوح جلدية مصاحبة لاحمرارات…دون الحديث عن الاشخاص الذين يعانون من مشاكل ضيق التنفس والالتهابات الرئوية.المؤخذات المسجلة من طرف المتضررين المباشرين هو التأخير الكبير في انهاء اشغال محطة التصفية المبرمجة منذ عقود من الزمن ،وكذلك الانقطاع الكلي لواد ام الربيع وتحويله لاغراض صناعية و للتزود بالماء الشروب لعدة مناطق جهويا ووطنيا، دون ترك حصة مائية تضمن حياة النهر وتجدد طبيعته واحيائياته ودون اعتبار للعدد الكبير لساكنة الواد المرتبطة به بشكل وثيق وتاريخي على طول مايفوق المائة كيلومتر حتى مصبه.
تادلة جارة للوادي،والوادي رمز قصبتها والسكوت المطبق لدى جميع المسؤولين على هذه المجزرة البيئية التي يتعرض لها “ام ربيع” من سد ايت مسعود حتى تادلة مثير للدهشة والاستغراب.آلاف الاصناف من الحيوانات والاعشاب النهرية ،تدمرت واضمحلت ،في ظل سكوت المنظمات البيئية والادارات المعنية بالمياه والغابات.المصبات العشوائية على مستوى النقط السوداء اججت اصناف حشرات المستنقعات والمجاري ،سواء الزاحفة،والطائرة وحتى العائمة .اين مركز حفظ الصحة الجماعي من هذه الحالة المزرية؟اليست وزارة الطاقة والمعادن ووزارة البيئة والماء مسؤولتان عن الانهار والاودية؟لماذا تتوارى المجالس الجهوية والاقليمية والمحلية ويتهربون من تنزيل مشروع تهيئة جنبات “ام الربيع” بقصبة تادلة والذي اعدت له دراسات منذ سنين وكان موضوع ندوات وابحاث علمية لجامعة السلطان سليمان للعلوم .؟
في ظل شح ونذرة المياه واستغلال نهر ام الربيع لتلبية الطلب الجهوي والوطني من الماء ،صار من الضروري والمؤكد ،التعجيل بتجميع المياه بمجرى المدينة والذي يعتبر شريانها الرئيسي ومتنفسها الوحيد والضامن الاول للحياة الايكولوجية للواد الاكبر وجنباته اذا كنا نتحدث عن الاستدامة والحفاظ و تثمين الموروث الطبيعي والبيئي للمنطقة .
و من خلال هذا المنبر فالمواطن التادلاوي ينتظر من السيد الوالي ان يتدخل وبحزم للحد من الاضرار التي لحقت بالساكنة. فالوضع جد متأزم و ينذر بكارثة بيئية و صحية وشيكة مالم يتم تدارك مسببات المشكل.الناس باتوا في قلق دائم وانزعاج . مما يحثم على المسؤولين التدخل العاجل لوضع حد لهذا النزيف البيئي واتخاد قرارات استعجالية للتخفيف من وطأته لان الامر بتادلة اصبح لايطاق ،والساكنة تئن بين مطرقة دخان المطرح وسندان الواد الحار الخانق في مدينة هشم الزمان مستقبلها لتثير كما يسمونها ابناءها “مدينة البؤس”.