مدير النشر جمال الصعفضي
النقابات الاكثر تمثيلية توقع اتفاق الذل، دون الرجوع للقواعد الاستاذية.
فجرت مخرجات الحوار الاخير الذي تم بين النقابات الاربع الاكثر تمثيلية والحكومة ،سخطا وغضبا عارما في صفوف غالبية نساء ورجال التعليم.شكل هذا اللقاء الذي اقصيت فيها التسيقيات التعليمية التي تقود الاضرابات والاحتجاجات الاخيرة ونقابة fne المساندة الوحيد للتنسيقيات الوطنية المثلة لكافات فئات قطاع التعليم،ارتدادا واضحا على الديمقراطية وخرقا واضحا للادبيات التفاوضية والحوارية.ان هذا التهافت النقابي المتسارع الى التوقيع ،يعتبر افلاس عام للمنظمات العمالية والاطارات النقابية وممثلي المأجورين والموظفين بالمغرب وبمثابة انبطاح وتسليم رقاب الكادحين وسواعد الامة لاليات الطحن التابعة للوبيات النيوليبرالية العالمية.لقد اعتبرت مهزلة اتفاق 14دجنبر مجزرة في حق المدرسة العمومية وانقلاب خطير على مكتسبات وحقوق الطبقات العمالية داخل سيرورة الصراعات الطبقية والتدافعات المجتمعية الوطنية.اننا اليوم امام ازمة حقيقية،ازمة جعلت من اشباه المناضلين والزعماء والقادة ،دمى يتحكم فيها المونوبول المالي وهي التي سارعت الزمن من اجل الاجهاز النهائي على قطاع التعليم الوطني ومبايعة الرأسمال العفن ،الذي هيمن وتحكم في جميع قطاعات الدولة القومية واستطاع تسليع الوطن والمواطنين واجهز على المقدرات المادية واللامادية للدولة.
اصبح الشارع التعليمي اليوم اشبه بالايتام امام مأدبة اللئام،حيث استطاع الغول الدارويني ابتلاع الاخضر واليابس وتمكن من تصوير صورة بشعة لنساء ورجال التعليم عبر الابواق الاذاعية الماكرة والمنابر الاعلامية التافهة قيمتها 1500درهم ،وراهن على شراء الذمم واستلاب الجوعى والطوابير الخامسة للطبقات الاجتماعية ليكونوا في مواجهة آخر الاساتذة المحترمين.
حقيقة الامر الذي يجب ان يعرفه العموم هو انه اكلت يوم اكل الثور الابيض ،ومسألة تغييب التنسيقيات من الحوار يعتبر قنبلة موقوتة ،سيما وان النقابات الموقعة على الاتفاق ليست هي من أخرجت جحافل الاساتذة للشارع ،كما ان الجماهير الاستاذية انتفضت من اجل نظام اساسي عادل ومنصف ويحقق كرامة الشغيلة التعليمةويحفظ هيبة ومصداقية المدرسة العمومية.ونتمنى ان يتم تدارك هاته الهفوات والاخطاء في القادم من الايام.