صراحة بريس تيفي جريدة وطنية إلكترونية
Related Articles
مدير النشر جمال الصعفضي
فشل الحكومة في تدبير مشكل التعليم يدفعها الى اصدار توقيفات عشوائية في في صفوف هيئة التدريس.
عرف الاسبوع المنصرم ،حملة توقيفات واسعة في صفوف نساء ورجال التعليم وذلك في انتهاك صارخ للدستور المغربي الذي يكفل الحق في الاضراب والاحتجاج.لم يكتفي مهندسوا هذا الخرق السافر لدستور 2011 بالاجهاز على الحق في الاحتجاح السلمي وممارسة الاضراب فحسب بل خالفوا التشريع الاداري وقانون الوظيفة العمومية وفصول العقوبات التأديبية التي ينبغي لها ان تسلك مساطرها القانونية.لقد اعطت الوزارة الضوء الاخضر لمدراء الاكاديميه والمديرين الاقليميين لتوزيع اعفاءات بالجملة في صفوف هيئة التدريس بطريقة اعتباطية ودون سابق انذار ،ليعيدوا الى الاذهان قصص سنوات الجمر والرصاص .ان سياسة الحكومة هاته لا يمكنها الا ان تزيد في تأزيم الوضع وتعقيد المسألة خاصة بعد خروج جحافل الاساتذة نصرة لاخوانهم وتضامنا مع الموقوفين منهم .الحكومة الان وفي ظل التمادي المقصود في انتهاك كرامة المدرسين ،تقوم بصب الزيت على النار وتوشك ان تشعل فتيل نار قد تضرم في الاخضر واليابس وتدك اركان التعليم بالمغرب.الى متى ستبقى المقاربة الامنية مهيمنة على ادهان المسؤولين؟كيف يتم الكيل بمكيالين في قطاع يعتبر عمود الدولة وعضدها؟هل يستقيم لوزارة التربية والتعليم ان تنهج سياسة التهديد والوعيد تجاه مربي اجيال الامة؟
نحن الان امام ازمة اجتماعية واخلاقية متجذرة ، عرت على واقعنا البئيس و كشفت الوجه الجديد للسلطة الحكومية صاحبة القرار.
ان ما نشهده اليوم من قمع وتضييق على الحريات العامة وتهميش لدور الاستاذ المعلم في المنظومة ،ستكون له تبعات وخيمة على المجتمع المغربي وسيؤدي الشعب فاتورة ذلك باهضة جدا وقد يكلفه الامر اجيالا عدة ينخفض فيها الاداء القيمي ويتضاءل فيها الرأسمال البشري وتتهالك فيها القوى الحية والمنتجة.
