مدير النشر جمال الصعفضي
شبح الافلاس يخيم على قطاعات البلاد والاسر تعاني ضيق الحال.
توالت الايام والشهور والاعوام منذ اعلان حالة الطوارئ الصحية وتبين جليا الفرق بين زمن ماقبل كورونا وما بعدها .سنة بعد سنة واحوال المغاربة تسوء وتتدهور والاوضاع الاجتماعية تتعقد شيئا فشيئا ونحن في جفاف مستمر من جميع النواحي :جوية ،اقتصادية تنموية وحتى الثقافية والفكرية.اصبح المواطن اليوم ،يجري ويعدو في حلقات لامتناهية تتقاذفه الاداءات المتعلقة بالماء والكهرباء والهاتف والانترنيت والتغذية والتمدرس والتطبيب و السكن و..و…و…وذلك في ظل جمود الاجور وتنامي البيطالة وتسريح العمال وانسداد الافاق وتراجع ايرادات المهاجرين والازدياد المهول للدين الخارجي ومؤشرات التضخم .ان هذا الشح الكبير في السيولات المالية والنزيف المستمر على مستوى العملة الصرفية كان نتاج لتغيرات جيوسياسية وتوجهات كبرى لمجموعة قوى عالمية ،استطاعت ان تغير السلوكات والانماط واشكال الحياة وتحكمت في طرق الحرير الجديدة واخضعت الشعوب النامية ودول العالم الثالث لاستعمار الاسرة الثالثة .لقد تطور نظام القن الفيودالي ليحقق اعلى معدلات الاستغلال واستنزاف الجهد البشري وتسخير الانسان للكدح والسخرة من اجل اسياد الاقتصاد العالمي الجدد
بالنسبة للمغرب لا يعتبر الامر جديدا ،بل كانت هناك فترات تاريخية فقدت البلاد السيادة الغذائية وتمكنت الاطماع الخارجية من المغرب واخضعته لاتفاقيات تبعية ومصالح تجارية للمنتوجات الاجنبية ،لكن سرعان ماكانت تستعيد البلاد مكانتها الاقتصادية الدولية بين بلدان الحوض البحر والمتوسط و بلدان الساحل والصحراء.لم يمر قط في تاريخ المغرب ،افشل من رجالات دواوين هاته الحكومة التي تفننت في اخضاع المواطنين للنظامات الجبائية والجزافية دون مراعاة القدرات الحقيقية للاقتصاد المحلي المنهك.لم يمر على عصر المغرب وقت يتكالب فيه المسؤولون على تدمير وتخريب الاقتصاد الوطني لفائدة الغزو الاجنبي.لقد كان المغرب وعلى مر العصور منطقة العبور وتلاقي جميع الاجناس والتجار من كل الاقطار وكان بلدنا موطن العلماء والمفكرين والمهندسين الذين اضاؤوا ظلمات القارة العجوز وشبه الجزيرة الايبيرية لعدة قرون .كنا اول دولة اقامت نظاما صيرفيا وتحكمت في سوق الكتل والقيم ابان العصور الذهبية المعروفة،لنسقط اليوم في ايدي من يدعون انهم كفاءات ويحسبون انفسهم يرتقون باحوال البلاد والعباد وهم في حقيقة الامر عاجزون حتى على استجماع مقدرات الدولة وامكانياتها وبعيدون كل البعد عن كل بناء محتمعي او اقتصادي او حضاري.