الجمعة , فبراير 7 2025

الساحة السياسية المغربية تتمخض بين اليسار الحداثي والاسلام الاصولي.

مدير النشر جمال الصعفضي

القيادة الجماعية للبام والوثيقة السياسية للعدل والاحسان تتصدران المشهد.

  بعد الركود السياسي الذي عرفته الساحة منذ انتخابات 2021 والاحباط الحكومي الذي ارخى بضلاله على شتى القطاعات و المجالات وتحول العمل الحزبي الى اداة لترويض وتطويع المجتمع واخضاعه لتجارب و تطبيقات القوانين الجديدة ،وفي ظل التطورات الاخيرة والتي عرفت سقوط مجموعة من الرموز والقيادات الحزبية و اعتقال العشرات من المنتخبين الجماعيين والبرلمانيين ،اصبح المشهد السياسي المغربي فاقدا لكل معاني المسؤولية والمصداقية ولم نعد نشاهد الا خرجات غير محسوبة للوزراء وتصريحاتهم الرعناء التي زادت من تأزم الوضع وفقدان الامل وتزعز الثقة لدى غالبية المواطنين.لقد تبين بالفعل ان الفاعل السياسي هو السبب الرئيسي للمعضلة التي نعيشها والاحزاب هي ام المصائب المتراكمة فوق رؤوس المغاربة لا الشئ الا لزيغها وانحرافها عن المسار والدور الذي ينبغي لها ان تلعبه للدفاع عن مصالح الشعب وتحسين اوضاعه وظروف عيشه.بين هذا وذاك تخرج الينا وثيقة سياسية لجماعة اسلامية لم يكتب لها ان تعرف النور ولازالت تبحث لها عن مقعد مريح داخل الساحة .ترى ماسبب خروج اتباع ياسين عن صمتهم في هذه المرحلة بالذات؟ومن اي جهة تلقت الدائرة السياسية للعدل والاحسان،الضوء الاخضر؟ وكيف استطاع قياديوا الجماعة المحضورة ان يخرجوا للعلن ؟ربما هي رسالة واضحة للمكونات المؤتثة للمشهد مفادها ان الخلايا النائمة قد استيقضت وخرجت من تحت الارض وفي القريب ستدخل في حسابات الدولة العميقة.من جهة اخرى نرى ان حزب الاصالة والمعاصرة الذي لاحقته عدة تهم ثقيلة تخص منتسبيه و بعض مرشحيه،لم يستسلم للكمات الموجهة له تحت الحزام وبادر الى عقد مؤتمره الخامس في ظل هاته الظروف رغم الاداء الحكومي الباهت لبعض وزرائه.هذا التكتيك الاستراتيجي الذي قامت به القيادة الجماعية للبام جعل الحزب يخرج من موته السريري ويستنشق نفسا جديدا سيمكنه من العودة الى سابق عهده.اما باقي الاحزاب سواء المعارضة منها او الموالية، فليس لها الا تصريحات بائسة وخرجات باهتة تهدف الى در الرماد على العيون ،لكن هيهات ثم هيهات فالمواطن اليوم اصبح على دراية تامة بمن يتآمر عليه ومن باعه وكل من ساهم ولا زال يساهم في تضييق الخناق عليه والاجهاز على حقوقه ومكتسباته منذ فترة الاستقلال.وفي انتظار خروج باقي الفعاليات السياسية من منطقة الراحة والتعبير عن مواقفها ورؤاها ازاء الوضع الراهن،يبقى المواطن المغربي البسيط وحيدا في مواجهة الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية التي يمر منها.

About admin

Check Also

مستشاروا فيدرالية اليسار بقصبة تادلة ، يخرحون ببيان للرأي العام.

مدير النشر جمال الصعفضي   بلاغ المعارضة اليسارية بتادلة حول صفقة تدبير النظافة.   اصدر …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com