مدير النشر جمال الصعفضي
المستشفى الجهوي لبني ملال ،الداخل مفقود والخارج مولود.
عرف الاسبوع المنصرم ،موجة حرارة غير مسبوقة ،تسببت في تفاقم حالات بعض المصابين بالامراض المزمنة والذين نقلوا على وجه السرعة الى المستشفى الجهوي لبني ملال حيث لقو حتفهم بعد ساعات قليلة من دخولهم المستشفى على اعتبار ان مستشفيات مدن الاقليم والجهة ماهي الا محطات ترانزيت لبني ملال.لكن هاته القبلة الصحية الجهوية لا تتوفر على امكانيات لوجيستية تمكنها من تقديم الخدمات لمرتفقيها والمحتاجين الى تدخلات علاجية مستعجلة لا لشئ الا انها تفتقر الى المعدات و التجهيزات الضرورية لانقاذ المرضى وغياب الاطر الطبية والتقنية اللازمة لرعايتهم والا كيف يفسر وفاة 26حالة خلال 24ساعة .
في الحقيقة يستحيي المرء في وصف الحالة المزرية لهذا المستشفى البائس والمهترئ والذي يقصده ساكنة جهة بهذا الحجم حيث جناح المستعجلات بدون اسرة كافية ولا اوكسجين ولا تكييف ولا تبريد يمكن ان يخفف معاناة طالبي العلاج ومرافقيهم والذين يشكلون حشود غفيرة يوميا تعيش اكتضاض خانقا داخل رداهات هذا المبنى الحزين.لقد اصبحت حقيقة المستشفى الجهوي لبني ملال يعرفها القاصي والداني وتجارة المرضى داخل وخارج هذا المرفق العمومي سلم بها الجميع في ظل تغول الرأسمال الطبي بالمدينة واحتكار العلاج داخل المصحات الاستثمارية المتوحشة والتي اصبحت تمتص دماء المواطنين وتستنزف جيوبهم من خلال خدمات صحية جد بسيطة.هذا الامر ليس غريبا على جهة او اقليم يعيش بعض مسؤولوه السياسين الترف والبذخ ويقضون اوقاتهم ولياليهم في سهرات ماجنة وفاضحة.كيف لممثلي الامة ومنتخبيها ان يحسوا بمعاناة الشعب داخل المرافق الحيوية وهم يهيمون في احضان عشيقاتهم ومهوسون باستهلاك جميع انواع المخذرات والخمور والمحرمات؟؟؟؟؟جهة اقليم بني ملال اصبحت بقرة محلوبة تتجاذبها سكاكين القصابين في شتى الميادين ومحمية غنية تتقاسمها دينصورات التعليم والصحة والعقار وكعكة دسمة يتهافت عليها اصحاب السلطة والنفوذ مخلفين بذلك واقعا مزريا للبؤس والفقر والبيطالة والانحراف والفساد بشتى انواعه.