مدير النشر جمال الصعفضي
مغاربةالعالم مفخرة وطن وامة
وتستمر الملاحم البطولية والمواقف الرجوليةللمغاربة خارج ارض الوطن ،بدءا بالعزيزة بلنسية ومرورا بامستردام الهولندية وحتى مخيم اللاجئين بغزة الفلسطينية . لقد ابلى المهاجرون بالاندلس البلاء الحسن ،عندما هبوا من كل حدب وصوب لمساعدة جيرانهم الاسبان مباشرة بعد ارسال عاهل البلاد الملك محمد السادس المساعدات الغذائية واللوجيستية لمواجهة اثار الفيضانات العنيفة ،التي فتكت بمنطقة بلنسية مؤخرا.ان مقام به أفراد الجالية المغربية باسبانيا لهو الصورة الحقيقة للشعب المغربي الذي ينتفض عن بكرة أبيه في مواجهة النكبات والازمات بما يقتضيه الموقف من شجاعة وتضحية ونكران الذات.لقد ادهش سفراؤنا الابرار سكان ايبيريا ومنتظم اوربا عندما بادروا الى إنقاذ الأرواح والمغامرة بحياتهم داخل السيول الجارفة والاوحال الكثيفة ثم تجندو فرادى وجماعات لإزالة آثار الفاجعة وتوزيع الأغطية والوجبات على المتضررين وإعادة ايوائهم ،بل الاكثر من ذلك ساروا على نهج التضامن اللامسبوق الذي عرفته منطقة الحوز اثر الزلزال الاخير ،فتقاطر وا من شتى مناطق اسبانيا وفرنسا والبرتغال ليحولوا اروقة مدينة بلانسيا الى معارض إنسانية لوحات ثراثية مغربية تعج برائحة الشاي المغربي والفطائر البلدية والاكلات الشعبية مما شكل دعما نفسيا قويا لساكنة المدينة المنكوبة.وغير بعيد عن شبه الجزيرة الأيبيرية وبالضبط بالاراضي المنخفضة ،تسبب الجمهور الارعن الاسرائيلي الذي كان يجوب شوارع امستردام مرددا شعارات استفزازية ودموية في حق اطفال ونساء غزة ،في صدام عنيف مع جالية المغرب بهولندا، بعد اقدام احدهم على اقتلاع العلم الفلسطيني من شرفة مغربي ،الشئ الذي لم تستسغه جالية المغاربة الذي لقنوا المعتدين درسا في البطولة والاقدام لن ينسوه طيلة حياتهم.ورافق ذلك مظاهرات ومسيرات نظمها المهاجرون وأنظم اليها النيرلانديون ،حاملين الاعلام الفلسطنية وحاملين لافتات ضد العدوان الصهيوني في حق اهل غزة والكل يردد “فلسطين حرة”فري باليستين”. هذا الشعار الحي الذي أطلقه مغاربة امستردام وارغموا الاسرائيليين على ترديده ،اصبح اليوم يردد في جميع بقاع العالم.
إضافة إلى ما سبق يقوم مغاربة العالم بتحويل الأموال و المساعدات يوميا حيث يخرج اهل غزة وباقي الاحرار في العالم العربي على المواقع الإجتماعية منوهين بموقف المغاربة الداعم لهم وشجاعتهم واستماتتهم في نصرة القضية الفلسطينية .كما يتم تداول مقاطع فيديوات لبعض المؤثرين في الدول العربية وهم يستحضرون قولة صلاح الدين الايوبي في حق اهل المغرب عندما اسكنهم ببيت المقدس :انهم رجال اشداء اقوياء ،يثبثون في البحر ويفتكون في البر. وتناول النشطاء ايضا مقاطع للمشجعين المغاربة و مجموعات الالتراس وشعاراتهم المبهرة في حق دولة فلسطين.
إن ما قام به أفراد جاليتنا بالخارج ،يعتبر مفخرة للوطن والامة جمعاء وحققوا اشعاعا عالميا عجز عنه دبلوماسيو الدولة وسفراؤها الذين يبددون أموالا طائلة في حفلات لا معنى لها و مهرجانات لا قيمة لها دون ان يحققوا اي تقدم في قضايانا الوطنية ودون اي تعريف حقيقي لهوية وثقافة الشعب المغربي الاصيل .