جمال الصعفضي
مجلس المنافسة يوجه اتهاما مباشرا لشركات توزيع المحروقات في المغرب بمضاعفة هوامش ربحها في غياب المنافسة، وذلك في تقرير حول الارتفاع الكبير في أسعار المواد الخام والمواد الأولية في السوق العالمية، وتداعياته على السير التنافسي للأسواق الوطنية حالة المحروقات (الغازوال والبنزين).
وبحسب المعطيات التي أوردها المجلس في تقريره الصادر يوم الاثنين، فإن هوامش ربح شركات التوزيع شهدت خلال سنتي 2020 و2021 زيادات حادة، متجاوزة سنة 2020 سقف درهم واحد للتر بالنسبة لجميع الفاعلين، بينما تجاوزت هذه الهوامش سقف 1.25 درهم للتر بالنسبة للشركات الأولى في السوق أي حوالي 16 في المائة من سعر بيع لتر واحد من الغازوال مقابل متوسط بلغ 9 في المائة فقط في الفترة من 2018 إلى 2021.
ولفت التقرير ذاته، إلى أن هوامش الربح المتعلقة بسنة 2021، تظل حتى بعد انخفاضها مقارنة بسنة 2020، أعلى مما تم رصده سنتي 2018 و2019 بنحو 25 سنتيما للتر.
وكشف التقرير ذاته، أن شركات التوزيع استفادت من تهاوي الأسعار في السوق الدولية لمضاعفة هوامشها، وهو ما تؤيده خلاصات تحليل مستويات العلاقة الترابطية بين هذه المتغيرات، مشيرا إلى أن الأسعار على الصعيد العالمي شهدت انخفاضا بلغ 1.73 درهم للتر سنة 2020، بينما تراجعت أسعار البيع في السوق الوطنية بـ1.18 درهم للتر فقط.
وبحسب التقرير نفسه، يبقى نشاط توزيع الغازوال والبنزين جد مربح، نظرا لمستويات المردودية العالية التي يمكن اكتسابها منه، حيث كشف استغلال المعطيات الخاصة بالفترة المعنية (2018-2021) عن مستويات مردودية مرتفعة للغاية ومتواصلة بشكل عام، مع وجود فوارق بين الشركات.
وخلص مجلس المنافسة إلى أن أسواق الغازوال والبنزين تتسم بنسبة عالية من التركيز سواء في المراحل الابتدائية أو النهائية لسلسلة القيمة، وذلك بالرغم من دخول فاعلين جدد لم يسعف حجمهم إمكانياتهم وأصلهم في ضخ دينامية تنافسية جديدة في هذه الأسواق.