الجمعة , فبراير 7 2025

المنصات الرقمية للتعمير بددت احلام البسطاء في الحصول على سكن لائق.

جمال الصعفضي

 

أصبح قبر الحياة لايدرك حتى الممات

مع دخول المنصات الرقمية للرخص حيز التنفيد والتي كان الغرض منها تبسيط المساطر الادارية وتخفيف العبء على المرتفق وتيسير الاعمال،اصبح واقع الحال على خلاف ذلك.فبحكم البرنامج اجنبي ومستورد كوبي كولي وتطبيقه اعمى لايراعي الواقع المعاش،اصبح المواطنون يعانون من تعقد المساطر والوثائق المطلوبة وضرورة رقمنتها ولكن المثير للجدل هو عدم التناسق والانسجام بين متطلبات المنصات والواقع والخصوصيات المحلية والاقليمية والجهوية لقطاع البناء والتعمير .فالبنسبة لجهة بني ملال خنيفرة نرى تباينا كبيرا بين الدوائر الترابية في مجال تراخيص السكن .حيث ان مناطق تعطي رخص السكن دون اشتراط اتمام البناء في حين جماعات اخرى تلزم صاحب العقار باتمام البناء الكلي للتصميم المصادق عليه.وهنا مربط الفرس،فكيف يعقل ان يحاصر الانسان المقهور والبسيط والذي يسعى لبناء قبر للحياة بالزامية اتمام البناية حتى ولو كانت بثلاث طوابق؟هاته المشاكل باتت تعرفها مجموعة الجماعات الحضرية والقروية بجهة بني ملال خنيفرة.والغريب ان المدن التي تعرف تدني المستوى المعيشي والفقر والهشاشة هي من تشترط انهاء الاشغال الكلية كمدينة قصبة تادلة المعروفة بالركود التام وتوقف عجلة التنمية ناهيك عن الاسعار الملتهبة لمواد البناء ومستلزماته.منذ دخول المنصة الرقمية حيز التطبيق زهاء السنتين والمواطنين بمدينة تادلة بين المطرقة والسندان بين من باشر البناء ولم يقدر على اتمامه كليا ولم تسلم له رخصة السكن لربط الماء والكهرباء واصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها وهي خاوية على عروشها.وبين فريق متخوف من الدخول في تجربة محفوفة المخاطر تستنزف مدخرات العمر دون الحصول على الماء والكهرباء بعد انهائه لطابق او طابقين.ومازاد الطين بلة هو تصاميم التهيئة الجديدة التي اصبحت تفرض البناء العمودي من ثلاث واربع طوابق في مدينة بالكاد تستطيع التنفس.ان المواطنين اليوم بين نارين ،اولاهما تضيق الخناق على البناء غير المنظم الذي تلجأ اليه الطبقات الفقيرةوتعرضه للهدم والاخرى متعلقة برفع سقف التحملات في البنايات والمساكن المتزامن مع الغلاء الكبير في مواد ومستلزمات البناء والتشييد.وهنا يتساءل الكل اليس قانون التعمير وضوابط البناء العام هو نفسه الذي كان يطبق لسنوات خلت وكانت تسلم رخص السكن على الطابق منفرد؟اليس المهندس هو المسؤول عن نهاية الاشغال وكان يسلم التراخيص الجزئية؟اذن اين الخلل افي التطبيق او المسؤول عن التطبيق ام لازالت سياسات الاقصاء والتعجيز للحصول على السكن اللائق هي نفسها منتهجة بحلة وحجة رقمية جديدة؟

About admin

Check Also

عرس نضالي بمقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بالناظور

مدير النشر جمال الصعفضي في إطار تفعيل شعار “التنظيم والنضال” الذي أفرزه المؤتمر الوطني السادس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com