اكلت يوم اكل الثور الابيض
admin
نونبر 13, 2022
أقلام حرة
460 Views
جمال الصعفضي
الطبقة المتوسطة في خبر كان.
طيلة السنوات الاخيرة شهدت الطبقات المتوسطة وطبقات الاجراء والعمال والفلاحون مضايقات اقتصادية ومعاشية ،ابتدأت منذ عهد بن كيران بالزيادة في الضرائب على الدخل والسيارات والسكن الثانوي والاكرية وختاما بسياسة التقشف واصلاح انظمة التقاعد و وتجميد اجور الموظفين وترقياتهم ثم الزيادات المهولة في المحروقات والمواد الاستهلاكية والمواد الاولية بشتى انواعها.فبعدما حقق المغرب في ظل حكومات التناوب نوعا من الاستقرار الطبقي وانتعاشا لاصحاب المهن الحرة والتجار والمقاولين الذين ساهموا في ازدياد ونمو الطبقات المتوسطة وتماسكها على اعتبارها صمام الامان للطبقة الفقيرة والغنية على السواء،جاء العهد الاخير بحزمة قرارات وقوانين اجهزت على القدرة الشرائية لهاته الطبقات وادخلتها في دوامة السلفات والاقتراضات والافلاسات مما جعلها تتهاوى بشكل مفاجئ امام انفتاح وتقلبات الاسواق في نظام ما بعد كورونا .اما طبقة الموظفين عاليي الاجر والاطر المصنفة في السلالم العليا وخارجها والذين ظنوا والى امد قريب انهم في مأمن من دواير الزمان ،صدموا بعدم قدرتهم على مسايرة الايقاع المعاشي في مستواهم المعهود في ظل الغلاء المتزايد في جميع المستلزمات وتجميد الرواتب وتدهور الاقتصاد العام بفعل عوامل التقلبات المناخية والجيوسياسية والاقتصادية العالمية.ان اندثار الطبقة الوسطى للمجتمع جاء نتيجة لتخليها على دورها الطبيعي في الصراع الطبقي وتأطير الجماهير وتوعيتها والنضال المستمر.كما ان انبطاحها لجزء يسير من الامتيازات جعلها تتهرب من المشاركة السياسية من اجل الدفاع عن حقوقها ومكتسباتها.مجتمعنا الان بحاجة الى بنيات طبقية جديدة تتماشى والتغيرات العالمية والاكراهات الاقتصادية المطروحة .
الن يوثر سلبا اختفاء الطبقة المتوسطة على السلم الاجتماعي بعدما بات جليا تعاظم الطبقتين الرئيسيتين :طبقة الكادحين والفقراء وطبقة الاغنياء فاحشي الثراء؟