جمال الصعفضي
تأهل منتخب اسود المغرب الاطلسية الى المربع الذهبي الذي كان حكرا على الدول الاوروبية والدول المهيمنة على عالم المستديرة.لكن وقع مالم يكن في الحسبان وانطلقت شرارة الانتفاضة والثورة الكروية على اعتيادات كأس العالم وهيمنة الدروينية والعالمية التجارية على اندية هذه اللعبة الشعبية.استطاع فريقنا الوطني ان يلفت كل الانظار واكتسى تعاطف كبير تعدى الى العالمية،لا لشئ الا لانه يمثل ذلك الفريق البسيط والعفوي ،المتسلح بعرى الايمان و الحب والتقدير و الروح الوطنية والقتالية في سبيل الفوز والانتصار.فعلا انه فريق كبير القى دروسا وعظات لكل شعوب في مجال الاخلاق والصبر والروح الانسانية الحرة.من جهة اخرى فالاسود لا يمثلون المغرب وحده بل اصبحوا صوت كل الشعوب التواقة سواء الافريقية والعربية والاسلامية اضافة الى البلدان النامية وكثير من البلدان العالمية الاخرى.واكثر شئ اثار جميع الخصوم والصحافة العالمية ،هو الدفاع المستميت عن الشباك وهو ما اعتبره البرتغالين والاسبان عيب حيث يرددون انهم لعبوا مع فريق كان يدافع طيلة الوقت.نقول لهم ان الهجمات الخاطفة والصاعقة التي نفذها المهاجمون المغاربة، صنفت من اسرع الهجمات المباغتة في تاريخ كرة القدم.اما مسألة القتالية و المقاومة الشرسة فهي مسألة متجذرة ومتأصلة في الشعب المغربي مند القديم.سواء في الدفاع عن حدود الدولة الاسلامية قديما من هجومات الايبيريين الصليبيين وتحرير الثغور من الغرب الاسلامي حتى شرقه وذلك بمساندة صلاح الدين الايوبي في حرب استرداد الاقصى وعكا وباقي المماليك النصرانية بفلسطين ولعل باب المغاربة شاهد على هاته البطولات.كما نشير ان الفرنسيين اعلم وادرى بشراسة المغاربة ومقاومتهم .ان تألق المغرب في هذا المونديال اعاذ الى اذهان العرب والمسلمين امجاد حرب الجولان واكتوبر عندما كانت الامم العالمية على قلب رجل واحد ضد الظلم والغطرسة والهيمنة الهمجية للنيوليبرالية والبرجوازية المتوحشة التي همشت الشعوب واثارت الحروب وخلقت المجاعات والتفاوتات وكرست الجهل والفقر والتبعية