الأربعاء , فبراير 12 2025

صراع القوى العظمى ،يزلزل اقتصاديات البلدان النامية.

جمال الصعفضي

الازمة العالمية الجديدة،صراع الطاقة والموارد الاولية .

 

يعيش العالم اليوم على صفيح ساخن،جبهات الحرب الروسية الاوكرانية لازلت متقدة وتحرق الاخضر واليابس.اقدمت الصين على خطوة في طريق السلم وذلك بحلول كبير الديبلوماسيين الصينيين بموسكو ،الا ان الحلف الاطلسي يشكك في رغبة الروس في ايقاف النار.والرسالة بعثت اليوم من وارسو حيث التقى الرئيس الامريكي جون بايدن بقادة حلف الناتو لشرق اوربا.واعتبر المحللون هذا الاجتماع تعزيزا للجبهة الشرقية للحلف في مواجهة المد الروسي.تحدث الامين العام للنيتو بلهجة قوية ضد روسيا معلنا الدعم الكامل لاوكرانيا حتى تحرير كافة ترابها.
حروب هناك،زلازل هنا ،فياضانات وعواصف تجتاح العديد من الاقطار.اصبح العالم على كف عفريت حيث باتت الاحداث تتسارع بشكل ملفت مخلفة تغيرات جذرية في شتى مجالات المجتمع.هذا الصراع الجديد بين الاقطاب الكبرى وسباق التسلح والاستحواذ على المصادر الطاقية والموارد الاولية والطبيعية خلف ازمة عالمية جديدة.ترتب عن هذه الازمة نفاذ المخزونات الاستراتيجية للامم وتهافت الدول على تعزيز كميات الاحتياطات القومية فارتفعت الاسعار وشحت السلع وتفاقمت مشاكل العجز والتضخم.جل البلدان النامية تضررت بالنظام الاقتصادي المستجد نظرا لاعتمادها على مخططات ودراسات على مدى طويل من الزمن.لم يكن في الحسبان ارتفاع اثمنة الطاقة والمواد الاولية بشكل يرفع بكثير تكاليف الانتاج.جميع الاقتصاديات النامية بات مهددة بموجات تسونامي المدمرة حيث اعتمادها على صندوق النقد الدولي واعتمادها على تصدير المواد الخام لموازنة الميزان التجاري وفي المقابل استيراد جل الاحتياجات الاستهلاكية والتجهيزية والصناعية.ان من ينتظر انخفاظ اسعار المواد الاستهلاكية وارتفاع القدرة الشرائية وتحسن ظروف العيش كمن يصيح في واد،لا لشئ الا لتغير سياسة المنظومة الاقتصادية العالمية بمعدل 180 درجة وتغير جذري في الانظمة المصرفية وقيم العملات الصعبة. حكومتنا اليوم مطالبة اكثر من اي وقت مضى بوقفة تأمل وتبصر لاعادة بناء مقومات اقتصاد وطني قوي غير مرتبط بالاسواق العالمية المتقلبة لتحقيق الاكتفاء،كما يجب اعادة النظر في المعاهدات والاتفاقيات التجارية المجحفةو المستنزفة للناتج الخام ومحاربة اقتصاد الريع و صكوك الامتيازات والحد من نزيف هجرة الرساميل.

About admin

Check Also

جماعة تانوغة ،اقليم بني ملال :جماعة تليدة تسير بخطى وئيدة.

 بقلم محمد اوسكوف   مشاريع تنموية و تأهيل بنيوي يغير من ملامح الدير التادلي.   …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com