جمال الصعفضي
استيقظ ساكنة العاصمة الرباط ،على لقطات مثيرة لجنوح اعداد من الابقار البرازيلية المعدة للذبح في عدة شوارع،الشئ الذي اثار الكثير من السخرية لدى المواطنين بعدما عاينوا عن كتب عن اي ابقار يتحدثون وماذا سيأكلون .ولقد تمكن المواطنين من الامساك بهاته العجول والاحتفاظ بها الى حين مجيئ السلطات المعنية .هذه الحادثة الطريفة تذكرني بابقار الهند المقدسة التي تجوب شوارع دلهي وبومباي والشرطة توقف حركة المرور والناس يحيونها بكل تقدير واحترام ،سيما وان شكل هاته الابقار شبيهة بسلالات الهند من الابقار،بل صرح خبراء ان البرازيل هجنت هذا النوع من سلالة هندية قادرة على التأقلم مع الجفاف وقلة الاعلاف. مايثير الضحك فعلا هو ان هاته الابقار الهزيلة فرحت لما شاهدته من خضرة العاصمة وهي لا تعلم انها فقط حدائق وان المغرب يحتوي على ملايين الهكتارات الخصبة قادرة على تسمين جميع ابقار البرازيل . مشاهد الابقار هاته جاءت بمحض الصدفة ولكنها عرت على الواقع الاليم والبؤس المستورد لشعب المغرب المتوسط- اطلسي،بلاد المراعي والحقول والغطاءات النباتية الكثيفة والمتنوعة….. وتعتبر هذه الحادثة جواب صريح لوزير الفلاحة والمسؤولين على صفقة الاستيراد والذين اطنبوا واثنوا على البقرة البرازيلية الضاحكة واسهبوا في ذكر مواصفاتها ومميزاتها ومنافعها الكثيرة على البلاد والعباد.ان المتأمل لوضع الراهن ليستنكر مجموعات اخفاقات حكومية وفقدان السيطرة على الماكرواقتصاد المغرب في ظل العواصف الدولية والاقليمية والتغيرات الجيوستراتيجية للعالم.