جمال الصعفضي
التطبيع مع الغلاء،سمة اسواق التموين بالمغرب.
ان مشهد انين الشعب تحت وطأة الغلاء،صار امرا مؤلوفا في اسواقنا الوطنية،حيث ما تفتأ تنخفض بشكل طفيف في اسبوع حتى تعاود اثمان الخضر والفواكه في الاشتعال،مخلفة الحروق والندوب في نفسية المغاربة الذين ضاقوا درعا بهذا الوضع المقيت.ان المتتبعين لموجات الغلاء التي ضربت اسواق المواد الاستهلاكية والخضر لايعزون اسبابها لما تدعيه الحكومة من عدم استقرار الاسواق العالمية او موجات الجفاف او…او…ماشابه ذلك من ذرائع واهية لا علاقة لها بالحقيقة.واقع الحال سيداتي سادتي هو سيطرة وهيمنة الرأسمال المتوحش وتحكمه في الاسواق بتطبيق قاعدة العرض والطلب.هذا الاحتكار الجلي للعيان والذي تنتعش فيه مجموعة سلاسل الوسطاء والشناقة وكبار تجار الجملة ،اربك الاسواق وذبذب اقتصاديات صغار الباعة وتجار التقسيط وسبب اضطرابا كبيرا في سوق المال والسلع.
ان المسؤول الاول عن هذه الازمة الخطيرة هي حكومة نستاهلو احسن ولجن مراقبة الاسعار وجودة المنتوجات،وجمعيات حماية المستهلكين ومجلس المنافسة والولاة والعمال واعوان السلطة وغيرهم من لجان المراقبة التابعة للجماعات الترابية.فكيف يعقل ان تترك الاسواق بلا حسبة ومراقبة؟كيف لحكومة اخفقت في تدبير ازمات التموين والتحكم في السوق الداخلية ان تتحكم في الماكرو اقتصادي للبلد؟هل يعقل ان تسير البلاد للمجهول في ظل حكومة فتحت الباب على مصراعيه للسوق الخارجية تعيث فيها فسادا واحتكارا؟اين التوجه الحمائي في السياسة العمومية والذي يعتبر ركيزة من ركائز الاقتصاديات الوطنية والقومية؟هل عجزت حكومة الكفاءات وادارات الدولة ومسؤوليها على ارجاع الاستقرار للسوق الداخلية؟ام انهم طرف وراء هذا الوضع المتأزم؟