جمال الصعفضي
تعديل مدونة الاسرة،رهان مجتمعي ضمن الرؤيا الملكية السامية.
تجسيدا للرؤية الملكية السامية،الرامية الى اعتماد منهجية تعددية وتشاورية من اجل تحقيق مقاصد الشريعة الاسلامية و مراعاة خصوصيات المجتمع المغربي في اطار الاعتدال والاجتهاد المنفتح،نظمت المحكمة الابتدائية بقصبة تادلة وجامعة القاضي عياض للعلوم الانسانية والدراسات القانونية،يومه الخميس 25ماي الجاري،ورشة تشاورية تحت عنوان “تعديل مدونة الاسرة ،رهان مجتمعي ضمن الرؤية الملكية السامية”.وتأتي هاته الورشة في سياق البرنامج الثقافي والعلمي الذي تم تسطيره لسنة 2023 بالمحكمة الابتدائية بقصبة تادلة ،حيث افتتحت هذه الملتقيات العلمية بتنظيم الندوة الوطنية حول زواج القاصر يوم 9/2/2023 بمقر المحكمة. وتفعيلا لمبدأ التشاور والحوار البناء وكذا الاشراك الفعلي جميع المؤسسات والهيئات والفعاليات المعنية تم التنظيم بشراكة مع المجلس الجهوي لعدول دائرة محكمة الاستئناف بني ملال،مختبر السرد والاشكال الثقافية: الادب واللغة والمجتمع،مختبر البحث في علوم اللغة والخطاب والدراسات الثقافية ،كلية الاداب والعلوم الانسانية،جامعة شعيب الدكالي بالجديدة.
عرفت اشغال هذا اللقاء الهام ،اشرافا مباشرا من طرف السيد عادل الايسر رئيس المحكمة الابتدائية والسيد كريم بنموسى وكيل جلالة الملك بحضور السادة الاساتذة قضاة المحكمة والمحامون. اضافة الى مجموعة من الاكاديميين والحقوقيين والاعلاميين وفعاليات من المجتمع المدني .تروم فعاليات الورشةالى تأسيس ارضية للنقاش والتفكير وتبادل المعارف والتجارب حول هذا الموضوع بغرض تعزيز حقل الدراسات المنجزة حوله مع السعي الى التحسيس باهميته. لقد اعتبر هذا اللقاء مناسبة للوقوف على اهم الاشكالات منها القانونية والواقعية التي واجهها مسلسل تنزيل مقتضيات هذه المدونة على المستوى السوسيولوجي والممارسة القضائية خلال العشرين سنة الماضية من عمر المدونة الجديدة. حضور هذا العدد من الشخصيات والهيئات الحقوقية والمدنية والطلبة الباحثين ،ساهم بشكل كبير في اثراء النقاش واغنائه بمجموعة من الآراء والملاحظات واستخلاص بعض التوجيهات وتسجيل توصيات، تعتبر خطوة بارزة في مسلسل تشخيص الوضع وتحديد معالم تعديل مدونة الاسرة المرتقبة.نجاح هذه الورشة المضيئة تجلى على عدة مستويات واصعدة كان اهمها بلوغ الهدف المنشود والمتجلي في اشراك جميع المؤسسات والهيئات والفاعلين وكذا المتدخلين الاجتماعيين والسوسيولوجيين في موضوع المدونة الاسرية.ومن المثير في اشغال هذه الندوة العلمية الهامة هي مشاركة العنصر النسوي بشكل ملفت، مجسدا لمبدأ مقاربة النوع في المجالس الاستشارية حيث كان للمرأة على اعتبارها مركز اهتمام المدونة وعماد الاسرة ،الكلمة من مواقع مختلفة ،من داخل المؤسسة القضائية:الاستاذة سماح فراكي قاضية بالمحكمة والاستاذتين الجامعيتين من مراكش وبني ملال اضافة الى ممثلة فدرالية حقوق الانسان والفاعلة رئيسة جمعية انصات لمناهضة العنف ضد النساء.