صراحة بريس تيفي جريدة وطنية إلكترونية
Related Articles
مدير النشر جمال الصعفضي
اخبار الفضائح ،وجبة دسمة لاشباه المنابر الاعلامية.
عرفت السنوات الاخيرة رواجا كبيرا للاخبار الزائفة وتناقل مجموعة احداث تشهيرية بدون تحري صادق ومعلومات مضبوطة.اصبح اليوم ،نقل الخبر ونشره يطغى على مصداقية الحدث ،حيث باتت بعض المنابر المحسوبة على الاعلام الوطني وبعض صفحات الهواة الفايسبوكيين لا يهمهم سوى المشاهدات غير آبهين للاثار السلبية التي تحدثها هاته الزوابع الاخبارية على المجتمع وعلى استقلالية المؤسسات.مثلا عندما يتم تناقل أخبار عن اعتقالات هنا او هناك ،سواء في صفوف رجال السلطة او مسؤولين او شخصيات كيفما كانت يتم الاجهاز على مبدأ قرينة البراءة التي يتمتع بها اي متهم ،فالمتهم برئ حتى تثبث ادانته.هذه الخرجات المحسوبة على الجسم الصحفي والتي تضرب في العمق اخلاقيات ومواثيق المهنة ،باتت تنخر مجتمعنا وتسبب تصدعات اجتماعية خطيرة.فعندما يتم تشهير باخبار الخيانات الزوجية وخصوصيات الاشخاص نتناسي ان المتابعين لهم عائلات واصدقاء وابناء وعلاقات اجتماعية مترابطة، تعتبر المتهمين مدانين امام المجتمع رغم ثبوث براءتهم لاحقا.ان من الاولويات اليوم هو التصدي لمثل هاته الاقلام النتنة والتي عنوانها التشهير وتشويه سمعة الافراد والجماعات دون التحري الصادق والتأكد من صحة المعلومات،خاصة عندما تكون النوازل في اطار البحث والتحقيق.ان اخلاقيات مهنة الصحافة ومواثيقها ،تفرض التحلي بروح المسؤولية والصدق ونشر الاخبار بشكل عمومي دون تخصيص المتابعين عندما تكون الابحات والاتهامات تمهيدية.هذا التدخل السافر لصحافة الاسترزاق والفضائح في عمل المؤسسات وافسادها للحياة العامة اصبح مقصودا ومدفوع الاجر في ظل التسفيه الممنهج للرأي العام وتقزيم مهنة الصحافة الشريفة والنزيهة.من جهة اخرى ومن خلال دراسات سيكولوجية على عينات مجتمعية،تبين بوضوح الاستهلاك المفرط لهاته المواد الرديئة من طرف المتابعين،حيث اصبح الناس يتلذذون بسماع اخبار السوق واحوال المجتمع الخاصة .هذا الميل الخطير في التعامل مع الصحافة الصفراء وهذا الانحراف السلوكي في نفسية العامة يعكس مدى تغلغل الامراض المجتمعية من قبيل البغض والحسد والتعبير السادي والغل النفسي.
قال تعالى:”ياايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة وتصبحوا على ما فعلتم نادمين.صدق الله العظيم
