مدير النشر جمال الصعفضي
مخاض قانون الصحافة الوطنية يسيير الى الخلاص.
صادق البرلمان المغربي والممثل في لجنة التعليم والثقافة والاتصال، على مشروع احداث لجنة مؤقتة يوكل اليها مهمة تعديل قانون الصحافة وكذا التحضير لانتخاب المجلس الوطني للصحافة.ان قرار البرلمان هذا سيمكن من فتح ورش كبير امام الصحافة الوطنية لاصلاح منظومتها والارتقاء بها لتلتحق بركب الاعلام العالمي المتسارع الخطى. كما سيمكن هذا المشروع من مساهمة كل المتدخلين من اعلاميين ومهنيين ومؤسسات صحافية وجرائد الكترونية وناشرين من الادلاء بدلوهم و بمقترحاتهم وتصوراتهم حول مستقبل وآفاق الحقل الاعلامي الوطني .
لقد ظل القانون القديم للصحافة عاجزا لعقود من الزمن على الاستجابة لمتطلبات العاملين بالمجال واحتياجاتهم وكذا تطلعاتهم لا لشئ الا لانه صيغ على المقاس و هم طائفة دون اخرى وخلف ضررا وحيفا على ممتهني الاعلام الالكتروني ،الذي يسابق الزمن من اجل مواكبة تطورات وتغيرات العالم من حولنا .ان التغاضي عن دور الاعلام الالكتروني والرقمي في ترسانة القوانين القديمة المنظمة للمهنة كان ناتج عن توجه ايديولوجي معين،عمد الى اقصاء الاقلام الحرة الالكترونية على حساب الصفحات المدعومة سرا، لاحتكار الفضاءات الافتراضية ومواقع التواصل الاجتماعي.الامر الذي اتضح جليا في التناسل السرطاني لهاته المواقع والتي كانت تشن حروبا سياسية بالوكالة لفائدة اشخاص وهيئات معينة ،لاتمث للصحافة والاعلام المغربي بأية صلة.آن الاوان لفسح المجال امام المقاولة الصحفية الحرة والجرائد الالكترونية المسؤولة لتقول كلمتها وترتقي بموقعها في خضم التطورات المتسارعة للعالم الرقمي والافتراضي.
من جهة اخرى ،وجب على القائمين على تعديل القانون ان يسعوا الى سن قوانين تنظيمية تحد من هيمنة الصحافة الصفراء وصحافة الاسترزاق التي اساءت للمهنة والمهنيين .
ان المصادقة عل احداث اللجنة المؤقتة هو انتصار للجسم الصحفي ككل وثمرة الجهود التي بذلتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية والجمعية الوطنية للاعلام والناشرين وكذا الكونفدرالية المغربية لناشري الصحف والاعلام الالكتروني.هاته الهيئات الاعلامية والنقابية بأطرها واعضائها لم تمل ولم تكل طيلة السنين الاخيرة من اجل اقرار حقوق الصحفيين وسن قانون جديد للصحافة يمكن من تحسين وضعية الصحافة والصحفيين بالمغرب. فهنيئا للاعلام الوطني الحر والمسؤول بهذا النصر التاريخي ،الذي يعد بداية الطريق من اجل تحسين وضعية وظروف اشتغال الجسم الصحفي برمته .