مدير النشر جمال الصعفضي
موجات غضب عارمة تجتاح المقاطعات الفرنسية
عاشت فرنسا طيلة الاسبوع المنصرم انتفاضات و مضاهرات عمت مختلف مقاطعات ومحافظات الجمهورية.تأتي هاته الردود المختلفة تزامنا مع العطل المدرسية ودخول فصل السياحة الفرنسية.يعزى هذا الانفلات الامني الخطير وهاته الموجة الحارة من الاحتجاجات لاسباب عدة لخصها معظم المحللين السياسيين في خطة التقاعد المفروضة من رئاسة الجمهورية وتأزم الاوضاع المعيشية لغالبية الشعب الفرنسي ،جراء موجات الغلاء التي عرفتها السنة الحالية والتي مست بالقدرة الشرائية للطبقة المتوسطة من المجتمع.لكن المتتبعين عن كتب لطريقة التعبير داخل الشوارع وكيفية التعامل مع التظاهر السلمي للمواطنين الذين اغلبهم من ابناء المهاجرين العرب والمسلمين يترجم انطباع آخر يتجلى في التعامل العنصري مع الجاليات المقيمة بالتراب الفرنسي.معظم المحتجين باتوا متيقنين ان ماكرو وسياسته العدائية تجاه المهاجرين الظاهرة والباطنة هي القطرة التي افاضت الكأس،وتجلى ذلك في العنف المفرط واستعمال القوة والقمع لتفريق الحشود والمتجمهرين الشئ الذي استفز مشاعر الشارع بصفة عامة لينقلب الوضع الى مواجهة مفتوحة بين الشرطة والمحتجين .ان حادثة مقتل اليافع نائل ماهي الا القشة التي قسمت ظهر البعير في ظل استمرار السلوكات الاستفزازية التي تمارسها السلطات الفرنسية على المهاجرين وابناءهم وبني جلدتهم ليكشف قناع الباتكلان الفرنسي الخسيس الذي الف استغلال شعوب المستعمرات على مر العقود والازمان.اين نحن من عاصمة الانوار؟اين نحن من شعارات الجمهورية الفرنسية الرابعة في الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان؟ لقد شاهد العالم اجمع كيف تعامل فرنسا رعاياها الاجانب وابناءها المخلصين،لقد التقطت عدسات الكامرات العالمية مشاهد التنكيل والتعسف والقتل والاعتقالات العشوائية في صفوف المحتجين الغاضبين.ماما فرنسا التي لازالت تمتص دماء اوطانهم وتستنزف خيرات بلدانهم باسم الحرية وحقوق الشعوب.انتهى فصلك يا فرنسا الكاذبة التي انزلت قواتها بكل بلدان العرب والمسلمين بدءا بسوريا فتونس ثم ليبيا ومالي والسودان ومصر تحت ذريعة الربيع العربي الملغوم والمصطنع ،مدعية بذلك حماية الشعوب وحقها في الحرية والتعبير وتقرير المصير .انكشفت الاعيب البهلوان الفرنجي اللعين ،المتخفي في زي القسيس المتدين والذي يوزع اناجيله المحرفة للحفاة العراة ليذهب بما بقي لديهم من ثرواث.ان فرنسا ومنذ دخول امثال ماكرون قصر الاليزي صلت على نفسها وشعبها صلاة الجنازة ،فبعد ان كانت فرنسا الثانية من بعد بريطانيا في عدد المستعمرات التابعة لها وهيمنتها على جل ثروات افريقيا وحوض البحر الابيض المتوسط تجبى اليها المداخيل من كل حدب وصوب ،اصبح شعبها واجدادهم الذين ضحوا لعقود من اجل رفع راية الفرنسيين بين الدول العظمى في خبر كان . هاهي الان تحتضر في جبهات القتال الاوكرانية ليتحمل الشعب الفرنسي فاتورة الحرب.الفرنسيون اليوم يتساءلون مثلنا نحن الشعوب النامية ،اين الثروة؟اين الثروة التي نهبتها حكوماتهم طيلة القرنين الماضيين؟اين مداخيل التجارة والصناعة وبيع الاسلحة والطائرات؟كيف اصبح المواطن الفرنسي يعيش الفقر والحرمان ويشتغل ليل نهار لاشباع بطنه فقط؟اين هي الاحزاب الفرنسية الاشتراكية والاجتماعية والشعبية؟ كيف انهار النظام الفرنسي القديم والذي هيمن لعصور خلت من القوة والمجد والعظمة لفائدة قيادة فاشلة متحكم فيها من رجالات الظل المعروفيين؟اسئلة واخرى سيجيبنا عليها المستقبل الاسوء القادم للفرنسيين.