مدير النشر جمال الصعفضي
مجلس جهة بني ملال خنيفرة لازال يغض الطرف على مدينة قصبة تادلة.
تلقى البريد الالكتروني لجريدة صراحة بريس تيفي ليلة امس واليوم عدة رسائل و تظلمات لبعض سكان قصبة تادلة فيما اعلن عليه من مشاريع خلال الدورة العادية لمجلس جهة بني ملال خنيفرة والتي اقصيت فيها مدينتهم ككل مرة على حد تعبيرهم. كما ان مجموعة من الصفحات الفايسبوكية التادلية وبعض رواد منصات التواصل الاجتماعي بالمدينة عبروا عن سخطهم وامتعاضهم لهذا التغاضي الواضح والمفضح تجاه مدينة القصبة الاسماعيلية ومحيطها التادلي.واضاف متحدث باسم الرابطة المغربية لحقوق الانسان و رابطة اصدقاء المدينة ان بلدتهم لم تستفد قط من مشاريع الجهة منذ نشأة هذه الاخيرة والتي ترأسها ابن مدينتهم لولايتين متتابعتين.واردف قائلا ان الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الجهة صاروا على نفس النهج وتركت المدينة التاريخية تصارع مصيرها لعقدين من الزمن دون ادنى دعم او برمجة حتى في جميع مقررارات دورات الجهة لاكثر من ثلاث ولايات .والحقيقة ان قصبة تادلة غنية عن التعريف ،ولا احد يجهل ماضيها وتاريخها المجيد ،كيف لا وهي مركز اول مقيم فرنسي بالجهة .كما ان عمقها الجغرافي صلة الوصل بين الجهات الاربع وعلى مرمى قريب من الطرق الوطنية والسيارة،دون الحديث عن مقوماتها الحضارية والتاريخية والفلاحية والطبيعية.ما لا يعلمه المسؤولون الجهويين انهم باقصاء تادلة من التنمية الجهوية سيساهمون في تهميش الدائرة المحلية باكملها بما فيها القصيبة والزاوية واغرم لعلام وبني معدان وكطاية وسمكت بني زرنتل وبني باتاو ..وجميع قراهم ودواويرهم نظرا للترابط الوثيق والمتصل بين سكان هاته الرقعة الملتحمة.ان الجهوية المتقدمة المنشودة جاءت للتخفيف من التمركز ومن اجل تحقيق العدالة المجالية و التوزيع العادل للمرافق والمشاريع وفق خريطة جهوية مدروسة.لكن واقع الحال يعيد التمركز ببني ملال وتعود معه معاناة المدن والمناطق المحيطة بها في اهمال تام للمراكز الحضرية المكونة للاقليم والقادرة على استيعاب اعداد كبيرة من المرتفقين وتخفيف الضغط على بني ملال ،التي ضاقت ارضها بما رحبت.عودة الى تادلة وفي اتصالات هاتفية مع مسؤولين بالجماعة الترابية وبعض المنتخبين ،وفي جوابهم على مجموعة اتهامات حول ضعف ترافعهم على المدينة وعدم تقديمهم دراسات مشاريع تنموية والسعي الى ابرام الشراكات الجهوية ،لانقاذ المدينة التي وصلت حد الافلاس الاجتماعي والاقتصادي اجاب بعضهم ،ان رفوف الجماعة امتلات عن آخرها بملفات المشاريع المهيكلة والمشاريع التنموية والتأهيل الحضري بدراساتها وتكاليفها ،لمايزيد عن العشرين سنة .وعبر مستشار عن يقينه التام ان قصبة تادلة لا يتكلف اي مسؤول جهوي او اقليمي بذكر اسمها حتى على لسانه،وتساءل بنبرة امتزجت فيها مشاعر الغبن والقلق والضيق :لم نعد نفهم شيئا في هذه الحفرة ؟هل نحن مغضوب علينا وغير مرغوب فينا كما سمعنا مند صغرنا؟ام هي لعنة من السماء ؟ونسأل الله ان لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا،وقطع المكالمة دون وداع.
الحقيقة المرة هي ان قصبة تادلة احتضرت منذ سنين،وهي الآن في طريقها الى الاضمحلال والزوال كما يرى ساكنوها.مدينة تهشمت بنياتها التحتية تماما ،انارتها العمومية تهالكت ولم تعد قادرة على الاضاءة على نفسها،كتل اسمنتية واحياء متراكمة ،ناقصة التجهيز،شباب عاطل بالجملة،تجمعات بشرية هائلة محرومة من العروض الصحية والتعليمية والخدماتية،معدل الاستثمار صفر،لا معمل ولا مشاريع تبنى ولا شئ يتغير غير التدهور الاقتصادي المتزايد والتهاوي الحر في جل المجالات وانخفاض رهيب للقدرة المعشية وتزايد المهمشين والوضعيات الصعبة والفقر .اصبحت المدينة كئيبة بئيسة لايدخلها ولا يخرج منها الا اهلها،كأنما حل بها طاعون او وباء .
المجتمع التادلي ادرى واعلم كيف تحاك السياسة،ويعلم جيدا ان تطلعاته المشروعة لايستطيع الارتقاء اليها الا من له عقل وقلب سليم.مايزيد عن 25 سنة والمجتمع التادلي يطالب بتهيئة جنبات ام الربيع وصرفت اموال على الدراسات والتصاميم والتي تفوق كل التهيئات المنجزة في الجهة برمتها،حب التادلاويين للواد واحترامهم لايكولوجيته الفريدة جعلهم يحلمون لاجيال بتأهيل النهر العظيم .التأهيل الحضري للشوارع الرئيسية والانارة العمومية استحدتث بكل المدن والدواوير الا تادلة.سهل تادلة والدير هم الاولى بالصناعات الفلاحية التحويلية والغذائية.دائرة تادلة منتجة اللحوم الحمراء اولى بدعم وتثمين البنيات الانتاجية لهاته المادة المهمة.قصبة تادلة بارثها التاريخي والاثري تعد الحاضرة الاسماعيلية الاولى بالجهة ،القادرة على الارتقاء بالسياحة العلمية والحضارية.قصبة تادلة التي عرفت اولى الادارات العصرية بالجهة واولى المؤسسات التعليمية الاصيلة و العصرية ، واحدث المراكز الصحية والعلاجية بالمنطقة ،لا تستحق ان يعيش ابناؤها وبناتها الاكتضاض الكبير في الفصول الابتدائية والإعدادية والثانوية،بل يجب توفرها على مدارس او معاهد تقنيةومؤسسات جامعية وداخليات متعددة لا لشئ الا لانها عاصمة عمقها المحلي ودائرتها المحيطة والمحتاجة اليها كمركز حضري مؤهل يغنيهم عناء التنقل المتعب الى بني ملال .
رسالة على لسان التادلاويين الى من يدبرون و يهمهم الامر .