مدير النشر جمال الصعفضي
قصبة تادلة تتصدر الترتيب الوطني للمدن الاكثر سخونة.
كشف موقع دولي متخصص في رصد الاحوال الجوية العالمية عن ترتيب للمدن والحواضر الاكثر حرارة عبر القارات.وجاءت مدينة قصبة تادلة المغربية في المرتبة 13،بعد تصدر البصرة العراقية الترتيب تلتها عدةمدن ايرانية وجزائرية ومدن عالمية اخرى.وتعتبر مدينة القصبة التادلية المنطقة الاشد حرارة في جهة بني ملال خنيفرة وفي المغرب باسره.تاريخ المدينة الحراري يشهد به البعيد والقريب والزائر والعابر لهاته المنطقة المتميزة.لقد سبق واذيع خبر في الاذاعة البريطانية ب.ب.سي في فترة الثمانينيات عن نتيجة مسبار فضائي سجل حرارة غريبة ونفاذ لمادة الاوكسجين لمدة 4ثواني في نقطة من الكرة الارضية.واضاف الخبر ان القمر الاصطناعي ،انذاك حدد المنطقة في مدينة قصبة تادلة المغربية والتقط صور لاطفال يلعبون وحركة بشرية عادية.
للاشارة هنا فمدينة قصبة تادلة هي مدينة توجد في مركز جهة بني ملال خنيفرة وبالضبط وسط المغرب،بحيث تبعد عن جميع جهات وحدود البلاد الاربعة بنفس المسافة.تتموقع المدينة في واد كبير تراجع في الازمنة السحيقة واحتفظ بالنهر الرئيسي الذي عمق مجراه عبر المدينة.لعبت هذه المدينة ادوار ريادية هامة خلال العصور القديمة والوسيطة وكانت مستقرا لسلالات المنطقة نظرا لتحصنها بين الجبال والتلال وانفتاحها على السهول والوديان والهضاب،وكانت معبرا رئيسيا يربط بين شرق وغرب وشمال وجنوب المملكة المغربية عبر الاحقاب.في الفترة الاستعمارية شكل دخول الفرنسيين للقلعة في ثلاثينيات القرن الماضي بداية لبسط السيطرة والتحكم التام في الجهة برمتها.وخلال فترة الحماية فطن المعمرون الى ضرورة زرع حزام اخضر من الجهة الجنوبية والشرقية للمدينة لتخفيف وطأة الحر وموجات الشرگي.واستمرت هاته الاحزمة الخضراء المغروسة الى فترة مابعد الاستقلال،الا ان اهمالها من طرف المسؤولين المتعاقبين على الامر جعلها تسير في طريق الانقراض الاجتثاث من طرف من يجهلون اهميتها.كما ان المعمرين بمدينة القصبة الاسماعيلية ،حرصوا كذلك على غرس اشجار مظللة في جل الشوارع والساحات ،كما انشأوا حدائق و مواقع رطبة تضم اصنافا كثيرة ومتنوعة من اشجار المنطقة والتي كانت ترخي بظلالها الوارفة على سكان المدينة في الفترات الحارة.لكن خلف من خلف جيل اجهزوا على الاخضر واليابس وتركوا المدينة الخضراء تكتوي بنيران الصيف وهي عارية ،قاحلة لا طير يطير ولا وحش يسير. بدل التركيز على الاشجار المحلية كالكالبتوس والصفصاف والصنوبر والخروب واشجار غابات المنطقة التادلية الصبورة على العطش ،انصرفوا الى غرس النخيل والاشجار الهجينة التي لا يستفاد منها بتاتا وتستهلك مياه اكثر.
ان هذا التصنيف العالمي للمدينة سلط الضوء عليها من طرف المراصد الجيومناخية العالمية المتتبعة لاحوال الطقس والمناخ، بعد ان صنفت في مامضى ضمن الثراث العالمي لليونيسكو ،دون الالتفات والاهتمام بمعلمتها وقصبتها التاريخية.كما ان المسؤولين الجهويين والذين اقصوا هاته المدينة لعقود من الزمن من مشاريع التهيأة والتنمية ،عليهم ان يعرفوا ان قاطني مدينة قصبة تادلة الذين يعانون من الموت التام والركود الشامل والهشاشة المستشرية والبطالة الزائدة صابرون وصامدون في وجه هاته الحرارة المفرطة والسخونة الزائدة ،دون ملاذات رطبة او مناطق مشجرة رغم وفرة مياهها السطحية والجوفية وتنوع تربتها واراضيها.