مدير النشر جمال الصعفضي
المصادقة على اقتناء عقار من اجل منتزه ايكولوجي.
في دورة استثنائية فريدة من نوعها للمجلس الاقليمي لبني ملال ،والذي بدأ يتحرك لمباشرة مسطرة نزع الملكية من اجل اقتناء عقار سيخصص لانشاء منتزه ايكولوجي ببني ملال.هذا المنتزه المنشود سيكون بشراكة مع جماعتي بني ملال واولاد ايعيش ومجلسي الجهة والاقليم.مثل هذا المشروع المهيكل ،يعتبر رافعة هامة للاقليم خصوصا والجهة عموما نظرا لما تزخر به منطقتنا من مؤهلات طبيعية تستحق الابراز والتثمين.وفي نفس الاطار يتعين على المجالس المسؤولة جهويا واقليميا النهوض بالسياحة الايكولوجية والصحية و تأهيل المنتجعات الطبيعية وخلق المزيد من الفضاءات والبنيات الاساسية لجذب الزائرين ومكتشفي جمال الاطلس المتوسط وسهوله الشاسعة واوديته الرطبة وعيونه المنهمرة ووديانه الجارية .ان التركيز على جعل جهة بني ملال خنيفرة قبلة سياحية داخلية وخارجية سيزيد من انعاش سوق الشغل بالمنطقة خصوصا مع توالي الجفاف وانخفاظ الناتج الفلاحي المحلي .هل سبق للمجلس ان انجز دراسة ميدانية للمعطى البيئي والايكولوجي بالاقليم ؟وهل يعرف الاماكن الرطبة التي يرتادها السكان المحليين ؟
على سبيل المثال واد ام الربيع على مستوى مدينة قصبة تادلة ،يمتد على مسافة كبيرة ومهيئة طبيعيا وجيولوجيا لخلق منتزه زولوجي من الطراز الرفيع ،وعلى امتداد المدينة القديمة والقصبة والاسماعيلية والقنطرة القديمة وذلك على الطراز الايطالي الفينيزي.تاغبالوت اوحليمة والتي لم تتجاوز تهيئتها سوى بعض الممرات والدكاكين ولم تزود بالبنيات التحتية للاصطياف والتجهيزات الايوائية من اجل استقطاب الزوار من كل المغرب.دون الحديث عن منطقة تاغزيرت والزاوية و نواحي اغرم لعلام والدير… وفي نفس السياق هل هؤلاء القائمين على الشأن يقدرون اهمية المواقع الاثرية والمآثر التاريخية المنتشرة عبر الاقليم و التي بدأت اسوارها في التصدع وجدرانها في الانهيار ؟؟!لان لاحديث عن انعاش سياحي دون النهوض بما هو تاريخي باعتباره المحدد الزمني للاحداث .وبين هذا وذاك يبقى المجال الاكثر غموضا والثروة اللامادية للمنطقة تنتظر البحث والتنقيب في الماضي السحيق وما يخفيه من لقى ومستحاثات و تأريخات للعصور الغابرة.
خلاصة القول هو اننا في جهة غنية بطبيعتها الخلابة و مناخها المتوسط ومواردها البيولوجية النقية وتاريخها المشرف و طاقاتها البشرية الهائلة ،كل هذا يؤهلها لتكون منطقة رائدة في المجال السياحي والفلاحي والتجاري .