مدير النشر جمال الصعفضي
السهل التادلي وحضارة الوادي، ورش كبير لاستكشاف الماضي.
في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والتغيرات الاجتماعية المستجدة في شتى ارجاء المعمور،اصبح من الضروري على الدولة ان تتأقلم مع الديناميات الدولية الجديدة في مجال الاستثمار والانفاق العمومي و التوازنات المالية .يعتبر تقوية الاقتصاد الوطني وتثمين المنتوج المحلي وحماية السوق الداخلية ركيزة اساسية داخل المنافسة الشرسة للاسواق الدولية .وفي هذا السياق يبقى الاستثمار في المعطيات التاريخية والمؤهلات الطبيعية هو القاعدة الاساس لبناء اقتصاد قوي ومنافس.لا يختلف اثنان على روعة بلاد المغرب وتنوع تضاريسها وجودة مناخها ونقاء طبيعتها وغنى ثراثها وتاريخها ،لكن سنخص في هذا المقال جهة بني ملال خنيفرة .
جهة بني ملال خنيفرة او منطقة تادلا كما كانت تسمى سابقا ،هي منطقة واعدة بمؤهلات جد قوية .نظرا لتنوع الثروات بالجهة :غابات كثيفة،فوسفاط،مياه سطحية وجوفية،سهول خصبة ،مغروسات ، ومنتوجات فلاحية اولية،تركيبة تضاريسية متنوعة وجيولوجيا مختلفة،مواقع اثرية ومعالم تاريخية متناثرة في جل تراب الجهة و بنية سكانية فتية وطاقات بشرية هائلة .لايعقل ان يتم اغفال هذه الجهة المهمة والتي ستمكن المغرب من استقطاب الاستثمارات الاجنبية وجلب العملة الصعبة في العديد من المجالات. ان من واجب الحكومة ان تولي اهتماما كبيرا لجهة بني ملال على اعتبارها مستقبل المغرب في مجالات متعددة على رأسها الطاقات النظيفة والمتجددة وما اطلق عليها عاهل البلاد الهيدروجين الاخضر والذي يعرف طلبا متزايدا في السوق الدولية.مجال السياحة ايضا يعتبر من اقوى اقتصاديات دول بحر المتوسط واستغلال المؤهلات الطبيعية للمنطقة والمواصفات الصحية للبيئة العامة سيحفز توافد السياح لاستكشاف الجهة متى تم تأهيل واحداث البنيات والتجهيزات الاساسية وخلق المدارات والمزارات السياحية للمواقع الاثرية والمعالم التاريخية .
خلاصة القول هو ضرورة اعداد دراسة شاملة للجهة تروم رصد جميع المنتجعات الرطبة والمناطق الجذابة وضبط كل المآثر التاريخية بالجهة وكذا المواقع والاماكن الاثرية ،من اجل اعداد مشروع عام لتاهيل المنظومة السياحية و تعزيز الهويةالثقافية .اما المجال الفلاحي وانتاج المواد الاولية بجهة بني ملال خنيفرة فيتطلب مزيدا من الحريات التجارية واستقلاله عن المراكز الكبرى بإنشاء الميناء البري للمنتوجات المحلية وتمكين الجهة من الانفتاح على الاسواق الدولية .
في الاخير يمكن الاشارة الى ان جهة بني ملال خنيفرة تنتظر مشروعا كبيرا مندمجا يؤهل بنياتها التحتية ويقوي قدراتها التنافسية ويبرز مؤهلاتها وقدراتها الطبيعية الضخمة.