الأربعاء , فبراير 12 2025

الدب الروسي والتنين الصيني يجدان موضع قدم بالقارة السمراء.

مدير النشر جمال الصعفضي

تحول خطوط المواجهة بين الشرق والغرب الى افريقيا.

    منذ الحرب على اوكرانيا والتي ابتدأت فصولها في عام 2014 مع ازمة شبه جزيرة القرم ،تبين ان الروس استدركوا ماضاع لهم في صفقة القرن وتقسيم ثرواث بلدان الربيع العربي .روسيا وخلال ازمة غلاء النفط الاولى ،ماقبل كورونا بسنين ،سجلت ارقام معاملات قياسية دفعت بها بمعية الصين وبعض الدول الاسوية دول القوقازالى احياء سوق الكوميكون وبداية التخلي على الدولار الامريكي وطرد معظم الابناك العالمية والدولية. من اراضيها .و مع استمرار تدفق المواد النفطية والطاقية وتحكم الروس في السوق الدولية ،اصبح للدب الروسي امتدادات ترابية في جل اراضي النزاعات والحروب.بدأ السيناريو باستحضار بوتين امجاد روسيا القيصرية والاتحاد السوفياتي وذلك بدعم الجمهوريات الاسلامية في القوقاز ودول التماس مع حلف الناتو وواجهة بحر البلطيق لتأمين الجبهات الشمالية والشمالية الغربية.روسيا لم تخطأ الموعد مع بشار الاسد فتمركزها باللاذقية وميناء طرطوس ،مكنها من قلب الموازين لفائدة النظام والسيطرة على الجماعات المقاتلة والدخول مع دول الخليج والشرق الاوسط في توافقات معلنة ومضمرة. وغير بعيد عن المتوسط تمكنت الالة الشرقية بالوساطة من رسم خريطة جديدة لليبيا والسودان والتوغل وسط وغرب القارة السمراء .قوات الفاغنر ،الجناح العسكري لروسيا والذي طور آلياته ليتخذ شكلا واطارا مغايرا للجيوش المعتادة،حيث يشتغل بتعاقدات ويبرم اتفاقات ويدخل كذلك في الاستثمارات .بمعنى آخر يتحركون بقوة عسكرية لقلب الانظمة بالدول الافريقية مع انشاء مؤسسات وكيانات اقتصادية موازية للدولة .نجاح التجربة بافريقيا الوسطى وبوركينا فاصو ومالي وتشاد والنيجر حاليا ،دليل قاطع على تحول الصراع والبحث عن مناطق النفوذ والتبعية نحو القارة السمراء .بدا المنافس الاصفر يغزو دول شرق وغرب القارة الافريقية باشكال متعددة حيث لا يجب ان نغفل دور الصين في هذا الاكتساح ،فبقوتها الاقتصادية الناعمة تغرق اقتصاديات الدول بجميع احتياجاتها.
من خلال هاته المستجدات ،هل يمكن الجزم ان العالم بدأ يشهد تحولا نحو ثنائية قطبية جديدة؟ على ما يبدو ان الحلف الروسي الصيني الهندي،استطاع الان ان يضم اليه العديد من البلدان ككوريا الشمالية ايران وسوريا وجزء من العراق ولبنان والبرازيل والجمهوريات السوفياتية سابقا وبلروسيا .اضافة الى بعض الدول الافريقية و لقدحقق مؤخرا تقدما في علاقاته الدبلوماسية مع دول الخليج ودول شرق اسيا ،كما استطاع ان يتحكم في السوق الدولية لاسعارالمواد الاولية والطاقية .الغرب الان ،مطالب اكثر من اي وقت مضى ،بأن يغير سياسته تجاه دول مستعمراته السابقة و الدول النامية وان يسعى الى الارتقاء بعلاقته الاقتصادية مع شركائه التقليديين بعيدا عن نظرة التبعية وتكريس الفقر والظلم والاستبداد.

About admin

Check Also

التحقيق مع رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق…

محمد ليوبي   ورط الوزيرة عمور ويواجه اتهامات بالتزوير شرع قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com