مدير اتنشر جمال الصعفضي
جهة بني ملال خنيفرة ،الاولى من حيث المهاجرين الراغبين في العبور.
استعرت مؤخرا وتيرة الراغبين في العبور الى الضفة الاخرى سواء بطريقة شرعية او غير شرعية.يوميا نشاهد في صفحات الفايس بوك والانستغرام صورا ومقاطع فيديو لشباب مغاربة وفتية صغار توثق للحظات ركوبهم الموج او عند الوصول الى اوروبا سواء عن طريق البحر المتوسطي او الى جزر الاطلسي التابعة لاسبانيا .هذه الظاهرة تنامت كثيرا رغم صعوباتها وخطوراتها وموت العديد من الشباب والشابات في طريقها،وبالموازاة مع ذلك تزايد طالبي التأشيرات بواسطة عقود عمل لمجموعة من الدول الاوروبية .
في الحقيقة هناك طلب كبير على المهاجرين من طرف الدول الاوروبية عامة،فهم محتاجون الى السائقين بالدرجة الاولى وعمال الفلاحة والبناء والمصانع.هم فعلا في امس الحاجة الى تشبيب مواردهم البشرية الكادحة ويرغبون بالحاح في اليافعين دون سن العشرين لاستغلال طاقاتهم وقدراتهم في الحقول والمصانع وعلى الطرقات ،نظرا لضعف ناتجهم القومي مؤخرا ولتصريف آثار الازمة وتبعاتها .يعرف الهرم الديمغرافي الاوروبي شيخوخة عريضة ونسبة قليلة من الشباب والذين انصرف جلهم الى اللهو والمرح والاستمتاع .فكان لابد للمجتمع الاوروبي ان يوفر اليد العاملة المنتجة لساكنته الهرمة.
تعتبر جهة بني ملال خنيفرة اكبر منطقة لتصدير المهاجرين النظاميين وغير النظاميين وبمختلف الاعمار والاجناس،لالشئ الا لانعدام فرص الشغل الحقيقية بالجهة وكذا تراجع مؤشرات التنمية خصوصا مع توالي سنوات الجفاف.هاته السنوات العجاف وما نتج عنها من غلاء واستنزاف لمدخرات الاسر ،وفي ظل استمرار انسداد الافاق التعليمية والتنموية والاقتصادية وتدهور الاوضاع الاجتماعية ،جعلت الجميع يحلم ويطمح الى ما وراء البحر.
الى متى سيستمر اهمال الطاقات البشرية لمنطقة تعد الاغنى من ناحية الموارد الطبيعية الفلاحية والصناعية والمواد الاولية والخام .؟كيف يعقل ان ينزح عشرات الالاف من الشباب واليد العاملة النشيطة والحية من اراضي المليون هكتار للاشتغال والعمل في بضع آلاف من الهكتارات بالمهجر.؟
الحقيقة المرة هي ان الاوروبيون المروجون لاكذوبة الديمقراطية وحقوق الانسان ودولة الحق والقانون ،هم اكثر الشعوب استغلالا للرقيقين الابيض والاسود ،حيث لازال تشغيل المهاجرين سرا دون احترام ساعات العمل القانونية وبأثمنة زهيدة بدون حقوق وتعويضات .