مدير النشر جمال الصعفضي
سجال وجدال حول مضامين مشروع مدونة الاسرة.
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات التيك توك واليوتوب ،بموضوع المدونة الجديدة للاسرة.تركزت مجموعة من الخرجات على التهويل والتضخيم فيما يتعلق بتحديد نسبة من الراتب للمطلقات والتخلي عن المنزل لفائدة الزوجة واقتسام الثروات المكتسبة ومجموعة اشياء من هذا القبيل .هناك ايضا من سافر بعيدا لتحليل العلاقات الرضائية وخارج مؤسسات الزواج ومشاكل الخيانة وما الى ذلك من ارتباطات .في الحقيقة تبقى كل هاته التأويلات والمنطوقات لا اساس لها من الصحة ولا تتوفر على اي سند رسمي لاثارة النقاش فيها وذلك لعدة اعتبارات منها :غياب اي مسودة او مشروع قانون مطروح لدى الهيئات والمتدخلين من اجل النقاش والمرجع الوحيد المتوفر حاليا هي الرسالة الملكية الموجهة من اجل بداية ورش الاشتغال على مدونة اسرة جديدة تتماشى ودينامية التطورات التي عرفها المجتمع المغربي وتستجيب للتطلعات التنموية المستقبلية .واكد جلالته على ان هاته المدونة الجديدة يجب ان تستمد اصولها من الشريعة الاسلامية السمحاء والاجتهادات الشرعية و الفقهية للقضاء المغربي مع اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح والتشاور والحوار .كما ركز جلالته ان تحافظ المدونة على مبادئ العدل والمساواة والتضامن والانسجام والمستمدة من الشريعة الاسلامية والاتفاقيات الدولية .
ان معالجة مدونة الاسرة بهذه الطرق ،امر مشين وباعث للتحاملات والاحتقانات بسبب سوء تقديم المعلومة.كما ان المدونة خاصة بالاسرة المغربية ابا واما ، زوجا وزوجة ،ابناء واخوة ، اجدادا وحفدة .اذن،لماذا نثير زوبعة الزوجة او بالاحرى المطلقة منها وبث خطابات الكراهية بين الازواج وتهويل الوضع امام الشباب المقبل على الزواج.؟لماذا نناقش النصف الفارغ من الكأس ونختلق غول المرأة التي سوف تسطو على ممتلكات الرجل وامواله.؟ ان مؤسسة الزواج ميثاق غليظ مع الله عز وجل وهي اللبنة الاساسية للمجتمع والاسرة هي عماد الامة.كأن هذه الترويجات اشبه بالظهير البربري الذي هو حق اريد به باطل.الهدف الاول والاخير من ترويج المغالطات هو اذكاء العداء بين الرجال والنساء المتدبدبين وبث المزيد من الشقاق والتفرقة في صفوفهم في حين ان مشكل الحياة والازمات هو تحدي واحد بالنسبة للزوجين الذكر والانثى.بعيدا عن كل هاته المزايدات الفايسبوكية العقيمة، فالحقيقة تتجلى واضحة في ظروف عيش المجتمع المغربي،في الحواضر الكبرى والمدن،القرى والمداشر ،في الريف والصحراء واهل مكة ادرى بشعابها حيث لا ننسى ان المرأة المغربية على مر التاريخ كانت الى جانب زوجها واخيها وابيها وبلدها .ان العمل على مدونة الاسرة ينبغي له ان يتجنب آراء المتعصبين من الذوكوريين والمتعصبات من النسويات.يجب على لجان الاشتغال ان ينفتحوا على المرأة الموظفة والطبيبة والعسكرية والعاملة والقروية والحضرية والشابة والناضجة والمسنة لان المغربيات الاصيلات هن من ينشأن العائلات ويربين اجيال الازمات.اذا اردنا الحديث بشكل بناء فعلينا ان نساعد الاسرة على الاستقرار وان ندعم مؤسسة الزواج لتتغلب على مشاكل واكراهات الحياة المعيشة وان نسعى الى ضمان تنشأة سليمة للابناء وان نخلق الجو الملائم للتضحية والتعاون والعمل لبناء المستقبل .اخيرا ،اقول للذين يسبقون الاحداث ان ورش تعديل المدونة سيبدأ وسيشارك فيه جميع الاطراف والفاعلين والمتدخلين،كما ان هناك العديد من الهيئات والمنظمات من اليمين ومن اليسار تترقبه عن كثب وتنتظر فرصة الانتقاد،كما ان المشروع سيعرض على نواب الامة للمصادقة او التعديل او الاضافة وكل هذا سيتم بالتشاور والتشارك والتعاون مع جميع الاطراف من اجل ملاءمة قانون للاحوال الشخصية والاسرة ، يخدم المغاربة ويستجيب للمستجدات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشونها وسوف يعيشونها .